مهرجان القاهرة الأدبي وندوة الأدب العربي بعيدا عن مراكز النشر


أود أن أشكر الصديق الروائي أحمد شوقي علي، الذي صدرت له رواية جديدة جميلة عن دار الآداب أيضا تحت اسم “حكايات الحزن والحسن”، على دعوته لي لحضور مهرجان القاهرة الأدبي الأول الأسبوع الماضي.

في الحقيقة فأن التواجد في مهرجان أدبي بهذا الحجم يعد فرصة كبيرة لي. وقد قام أحمد، مشكورا، بتقديمي إلى العديد من الكتاب والصحفيين والنقاد والأدباء في مصر ممن حضروا المهرجان في خطوة مهمة لي كشاب يعد في بداية مشواره الروائي.

كنت قد تعرفت على أحمد قبل أشهرعن طريق دار الآداب، فهو قد كان قد أرسل نص روايته إلى الدار في نفس الفترة التي أرسلت نص جنة على الأرض، وأعتقد أن الرد على كلا النصين باهتمام الدار بهما حصل في نفس الفترة. أنا كنت قد أرسلتها في بداية حزيران وكان علي أن أنتظر الرد الذي وصل في نهاية في  أب. أذكر بشكل جيد ذلك اليوم الذي وصلني به تقرير دار الآداب، فرحت جدا بالتقرير الذي وصلني عن الرواية من الدار لسببين: الأول أني كنت أتطلع لخطوة أكبر في روايتي الثانية ممكن أن تصل بها الرواية إلى دول عربية أخرى، والثاني أني كنت أحتاج إلى تقييم مهني يؤكد على ثقتي بالعمل الجديد المطروح خاصة أنه مختلف عن العمل الأول “عروس عمان” بشكل كبير.

تم التحضير لروايتي ونشرها بسرعة لإصدارها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ولذلك فقد تواصل معي أحمد في ذلك الوقت لسؤالي عن تجربتي مع دار الآداب في وقت كان ينتظر هو صدور روايته.

 في القاهرة شاركت في ندوة بعنوان “الأدب العربي بعيدا عن مراكز النشر”. شاركني في الندوة الكتاتب السوداني حمور زيادة الذي فازت روايته “شوق الدراويش” مؤخرا في جائزة نجيب محفوظ وكذلك تأهلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، وكذلك الكاتب الكويتي ابراهيم الهندال صاحب المجموعة القصصية “بورخيس وأنا”. أدار الندوة الكاتب الصحفي محمد شعير.

تحدثت في الندوة عن تجربتي مع دور النشر والفرق بين التجربة الأولى في نشر عروس عمان والتجربة الثانية في نشر جنة على الأرض. في الحقيقة فأني أود أن أنصف دار النشر الحالية لعروس عمان، جبل عمان ناشرون، لأنه في كلامي الذي ظهر في عدة مقالات صحفية لم أعطهم حقهم. كنت قد ركزت على تجربتي السيئة الأولى مع دار فضاءات وعلى عدم توزيع الرواية خارج الأردن ولذلك اختلط الأمر. في الحقيقة فأني لم القى سوى كل الحب والدعم والمهنية من دار جبل عمان ناشرون. لقد قاموا بتنقيح الرواية لغويا في الطبعة الثانية وبتغيير الغلاف بواحد أفضل وبتوزيع الرواية بشكل جيد داخل الأردن خلال السنتين الماضيتين. التواصل معهم كان دوما سهلا ومهنيا، وكلامي عن عدم توزيع الرواية خارج الأردن لا يعد عتبا على الدار بل اقرارا باختلاف التجربتين.

أعتقد أنه هنالك خصوصية معينة لكل دار نشر ولا يجوز المقارنة بين الدارين. هنالك عوامل عديدة مختلفة تلعب دورا في انتشار الكتاب منها حجم دار النشر وربما مكانها وكذلك اسم الكاتب وحجم صيته.

لا يمكن إنكار أن بيروت مازالت تتصدر الدول العربية في احتضان أهم دور النشر العربية، ولا يمكن انكار قوة الإعلام المصري واللبناني على الخارطة العربية. على الفرد أن يجتهد ويحاول ويتعاون مع الجميع وبالرغم من المعيقات والتحديات التي يواجهها الكتاب الجديد في الدول العربية التي تعد خارج مراكز النشر التقليدية إلا أن لكل مجتهد نصيب، وما علينا سوى المثابرة والعمل والتواصل مع الجميع.

Do you have something to say?