تمضي السنين و يمضي عمري معها, ينبض قلبي في تتابع مستمر منذ تكونه في رحم امي و الي ميعاد رحيلي من هذه الحياة. توقف جسمي عن النمو, لكن وعي و ادراكي في نمو مستمر, نمو يوازي سنين عمري, نمو بلا توقف, يسير في ايقاع منتظم كنبضات قلبي, لا يتعب و لا يكل, يستمد قوته من مسرح الحياة,بينما هو متفرج صامت يحاول استنباط المعاني وحل الالغاز

في البداية بدأت بالتعرف على الشخصيات, حاولت فهم لغتهم, واقعهم وبيئتهم. كان هنالك مساعد في البداية, يشرح لي فصول المسرحية كما يفهمها هو. هم في الواقع كانوا اكثر من مساعد, متفرجين جالسين على جانبي مقعدي, في نفس الصف أو في الصف امامي او خلفي. شرحوا لي ما يعرفون وما تعلموه حتى هذه اللحظة. اعطوني كتابين لتاكيد فهمهم: الأول مكتوب عليه “دين” و الثاني مكتوب عليه “علم” . نصحوني في قراءة الاول. قالوا انه شامل, ثابت لا يتغير, لغته ممكن ان تكون صريحة و يمكن ان تكون خفية, لذلك اعطوني عدة ملحقات للشرح. الكتاب الثاني يبدو مختلفا, يناقض الكتاب الأول في البداية ثم يناقض نفسه مع كل تطور جديد. كل يوم له ملحق, يجمع ما يراه المتفرجون في مختلف الصفوف و يلخصه في خطوط تشرح فصول المسرحية. متفرجين الصفوف القريبة يشاهدون الشيء ذاته و يبنون نفس الاستنتاجات, لايعجبهم عندما يكتشفون ان متفرجين صفا اخر يرون اشياء مختلفة. تحمر وجوههم و يبداؤا في تراشق الطماطم.

تتوالى الفصول فصلا فصلا, ما ايقنته في بداية المسرحية, يبدو سرابا الآن. اتعلق بالشخصيات, يزداد تعلقي بها كلما زاد مكوثها على خشبة المسرح, تتبدل الشخصيات و تتبدل الاحداث, اجمعها على الانترنت في “الفبس بووك” افرح عندما اجدها, كانما وجدت فصلا مضى. اجمعها كما تجمع الجاجة صيصانها, و احافظ عليها لأبقي فصول المسرحية مترابطة

المسرح كبير, هناك دراما و هناك كوميديا, هناك رومانسية و هناك تراجيديا. احيانا تكون المشاهد على المسرح في نفس الوقت, اختار ما يجذب عيني, افضل الكوميديا والرومانسية. امسك القلم و اسطر استيعابي من المسرحية حتي اسهل الامور على الاخرين, احاول نقل وعي و ادراكي بوضوح و من غير كذب لانني عانيت من قراءة كذب الاخرين

احيانا اغمض عيني في تعب و ملل, انتظر انتهاء المسرحية, و احانا اخرى تجذبني الأحداث فأنسى انني متفرج و اغوص بعمق في الاحداث كانني اعيشها شخصي. لكنني في معظم الوقت اترقب في شوق انفراج فصولها و معرفة ما يخبيء لي المخرج