غادرت المنزل هذا الصباح مسرعة, لم يكن هناك وقتا كافيا للاهتمام بمظهري, لبست بدلة الرياضة و خرجت, لم افكر بلبس شيء اخر او تضييع الوقت في وضع الماكياج لمجرد زيارة سريعة للجامعة. بدلة الرياضة تريحني و تضايقني في الوقت نفسه, تشعرني بالراحة لانها واسعة و طويله بحيث تغطي معظم اجزاء جسدي فتحميني من النظرات الوسخة والتعليقات الحقيرة من الشبان المكبوتون جنسيا المترامين على ارصفة الجامعة, فهؤلاء الشبان لا حياء عندهم و يعتبرون ان لهم الحق في التحديق في جسد المراة فقط لانها تمشي بالشارع بلباس ضيق. وتشعرني بالضيق ايضا لانها واسعة, فاتساعها يغلفني بطريقة تطفس جمالي و انوثتي. اليوم بالذات اشعر بالقلق من مقابلة اية انثى اخرى من اناث الجامعة ممن اعرفهم شخصيا اكثر من مقابلة اي ذكر, فالذكر قد يمر من جانبي دون اعارتي اي اهتمام في اسواء الاحوال, لكن اية انثى اخرى فقد ترمقني بنظرة استعلاء, نظرة تصرح بها انها الاجمل, او بمعنى اخر انها الافضل
استغرب احيانا ديناميكية الحياة المفروضة علي. اجد صعوبة في التوفيق بين حاجاتي النفسية في المباهاة في انوثتي بينما في نفس الوقت الارتياح لاخلاقي و ديني. لماذا تتقاطع حاجات شخصيتي بهذا الشكل؟ لماذا احتاج كل هذه المعاناة للشعور بالرضى؟ هل كتب علي بان ارفض انوثتي لاشعر باعجاب الناس و تقديرهم لي, ام ان اظهرها دون استحياء و ارى نفس الاعجاب في اعينهم و همساتهم؟ لماذا يجب ان تكون المعادلة صعبة؟ و لماذا تتقاطع عكسيا توقعات الرجال و النساء و طلباتهم مني؟ اشعر بالذكاء في لحظه احقق المعادلة الصعبة, و اشعر بالغباء في لحظات عدة من الفشل في المحاولة بعد الاخرى بحيث ايقن دائما ان نفسي هي عادة الخاسر الاكبر
يريدني الرجل جميلة عارية طالما كنت غريبة عنه, و مغلفة بشعة عند صلتي به! يحاول ان يوفق بين ذكوره و طلبات المجتمع منه هو ايضا. فجاملي يصبح خطرا على ذكورته عندما تجب عليه حمايتي, بينما هو جمالي مباهاة لاظهار ذكورته عندما اكون غريبة عنه! في نفس الوقت يكون جمالي خطرا على محيطه من النساء عندا اقترب, و يكون قبحي فرصة لهم للتفاخر من بعيد
اعيش في عالم مجنون تتقاطع في الرغبات و الاحتياجات, و يبقى ميراثنا الثقافي الشر الذي لابد منه
مع حبي,
هيا
Fadi Zaghmout 
Do you have something to say?