
أكثر ما يستفزني ويهز أعصابي هذه الأيام هو التعدي على حقوق المرأة ومحاربتها تحت اسم الإسلام. في معظم الأحيان يكون المعتدي ذكر يحمل أفكارا ذكورية بالية بعيدة كل البعد عن روح الدين الإسلامي الذي شكل نقلة نوعية في حقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص في بداية انتشاره ونهوضه.
المواقع الإخبارية الأردنية اليوم تشكل تربة خصبة لهؤلاء الذكور الذين تربوا على ثقافة ذكورية تربط بين تحرير المرأة واستقلاليتها وبين هويتهم كرجال بعلاقة عكسية. ذكور ضعيفة أمام ثقافة نمت لتخصي الرجال ان تقاعسوا عن تطبيق الميراث الثقافي البالي لعصور طويلة من الظلام. تلك الذكور لا تجد حليفا لها اليوم سوى في تفاسير مشبوهة لنصوص دينية احتكرت حقيقتها جماعات تحمل اسم الدين وتبدو بعيدة كل البعد عن روحه وغاياته.
ما دفعني للكتابة اليوم هو مقال نشر على موقع الكتروني غير معروف يهاجم توجه رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لرفع التحفظات عن الاتفاقية العالمية لحقوق المرأة سيداو تحت ادعاءات اسلامية لكنها في حقيقتها ذكورية.
قد لا يكون من الحكمة لفت النظر الى هكذا مقالات خصوصا أن كاتبها مجهول الهوية والموقع لا يحمل أية شعبية، ولكنني أتمنى أن أفتح باب النقاش هنا وأسمع مختلف الأراء حول مدى إسلامية هذا الخطاب وتعارض الإسلام فعليا مع حقوق المرأة أم لا.
،الكاتب اختصر نتائج التحفظ على سيداو في النقاط السبعة التالية
1) السماح للفتاة بالسكن حيثما شاءت، وإن كان خارج بيت والديها.
وما المانع في ذلك؟ هل الفتاة كائن قاصر؟ لا تملك قرارة نفسها في أبسط حقوقها الشخصية؟ لماذا على الأب أن يبقى وصيا عليها بعد اتمامها الثامنة عشر من عمرها؟
2) تنقّلها وسفرها حيث شاءت ومع من شاءت.
يا سلام! هل المرأة حيوان اليف لنمنعها من التنقل والسفر حيث تشاء ومع من تشاء؟
3) زواجها دون إذن وليها.
ولماذا تحتاج الى اذن من اية شخص ان كانت بالغة راشدة متوازنة العقل؟
4) إنهاءها لعقد الزواج بزوجها من طرفها، وتزوّج شخص آخر وإن أبى زوجها.
ولماذا لا يحق لها ما يحق للرجل؟ ايجب عليها أن تزوج بأمر رجل وتعيش بأمر رجل رغما عنها؟
5) أن ترث كما يرث الذكر، أي إلغاء العمل بــ }للذكر مثل حظ الأنثيين{.
أرجو التنوير في هذه المادة. هنالك من أخبرني بوجود عدة أحكام في القرأن بالنسبة للميراث، معظمها يعطي المرأة الحصة الأكبر. لماذا الإصرار على هذا الحكم وتجاهل غيره؟
6) السماح للمسلمة بالزواج من شخص غير مسلم.
إن أرادت هي ذلك، لما لا؟ الا اكراه في الدين؟
7) ظهور جنس ثالث (غير الذكر والأنثى)
أجد نفسي عاجزا هنا عن التفكير! ارجوكم اغيثوني! كيف تؤدي حقوق المرأة الى ظهور جنس ثالث؟ هل تحمل الاتفاقية في صفحاتها قدرات فائقة للطبيعة وقادرة على تغيير التركيب الجيني للانسان؟
ما رأيكم دام فضلكم؟
Do you have something to say?