
استضافت المذيعة الجميلة ميس النوباني في برنامج دنيا يا دنيا على قناة رؤيا هذا الصباح ينال فريحات عضو الحملة التي تطالب الحكومة الاردنية بحجب المواقع الاباحية على الانترنت وكذلك دعاء العرابي احدى مؤيدات الحملة. الحملة بدأت العام الماضي على الفيسبوك وجمعت حوالي ال ٣٢ الف متابع لصفحتهم.
هنالك الكثير من الاشياء التي تتطلب مزيدا من المعلومات في ما طرحه ينال سأعود اليها تاليا ولكني اريد ان ابدا في ما اتفق معه عليه واعتقد انه اهم ما قاله في الحلقة وهو أننا ومنذ بداية الربيع العربي نتحدث عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية ولاكننا لا نتحدث عن الاصلاحات الاجتماعية. فالاصلاحات السياسية والاقتصادية لن تنجح من دون اصلاح اجتماعي حقيقي.
كلام جميل جدا!
هذا يقودني الى المفهوم العام لكلمة اصلاح، فالجميع يتكلم عن “الاصلاح” ولكن كل جهة تملك مفهوما مختلفا لمخرجاته. وبينما يصعب تحديد الجهة الافضل لمسار الاصلاح الاقتصادي باختلاف الرؤى والاجتهادات الاقتصادية، فان الاصلاح السياسي يبدو انه يندرج تحت خط عريض يميزه الدعوى الى مزيد من الحريات السياسية والمشاركة الشعبية في الحكم.
أما عن الاصلاح الاجتماعي، وللأسف، فانه يبدو انه يسير في الاتجاه المعاكس. فالطرح الذي يتبناه ينال للاصلاح الاجتماعي وهو الطرح الذي نراه يحمل الصوت الاكبر في الاّونة الاخيرة، فهو طرح يدعو الى فرض مزيد من القيود والحدود على الحريات الاجتماعية. وأنا هنا أتساءل كيف للاصلاحات السياسية ان تتماشى مع الاصلاحات الاجتماعية ان كانت كلا منها تسير في الاتجاه المعاكس؟
لنعود الى المواقع الاباحية والحملة التي تدعو الحكومة الى حجبها مدعمة بأرقام ودراسات مزعومة عن أحطار هذه المواقع الاباحية الاجتماعية والاخلاقية والامنية كما ادعى ينال. أكيد، في مجتمع محافظ مثل المجتمع الاردني، من الصعب الدفاع عن هذه المواقع او البحث او الحديث عن فوائد ممكن ان تحملها. كما انه يسهل تصيدها من أجل فرض وصاية أخلاقية معينة تجرد الافراد البالغين في هذا المجتمع المدني من حقهم في الاختيار.
بعيدا عن الخطاب الاخلاقي، لا أحد ينكر أن المواقع الاباحية تحمل بعض المخاطر. الادمان على مشاهدة تلك المواقع هو خطر موجود لكنه ادمان يصيب افرادا معينة كأي نوع ادمان اخر، وهنا اتساءل من اين اتى ينال بمعلومة انه اخطر من الادمان على المخدرات؟ كما انني اتساءل عن نسبة الاشخاص التي تشاهد تلك المواقع ونسبة من يدمن منها عليها؟ هل هي نسبة عالية؟ وما هو شدة الادمان؟ يعني يجب نشر دراسات وافية ودقيقة عن الموضوع عوضا عن الادعاء بشكل عمومي وترهيب المجتمع من أخطارها بهذا الشكل.
السؤال الاخر، ما هو ارتباط مشاهدة الافلام الاباحية بحالات الاغتصاب وزنى المحارم؟ فكما بينت الدكتورة سلمى النمس التي اتصلت في الحلقة، ان حالات الاغتصاب وزنى المحارم تواجدت في المجتمع الاردني قبل حتى اختراع الانترنت، وكذلك اعترف ينال بأن المواقع الاباحية ليست السبب الوحيد لانتشار تلك الحالات وان حجبها لن يقودنا الى المجتمع المثالي ولكنه خطوة في الاتجاه الصحيح كما ادعى.
هل هنالك دراسة علمية حقيقة تربط بين مشاهدة الافلام الاباحية وتلك الاعتداءات الجنسية؟
كما ان هنالك نقطة مهمة يجب ان نعي اليها، فالافلام الاباحية والمجلات الاباحية كانت منتشرة في المدارس بين الطلاب قبل انتشار الانترنت، ولذلك فان فتح باب الوصاية الحكومية الاخلاقية على الانترنت لن يفيد في درء خطر تلك المواقع لان من يبحث عن الاباحية سيجد طريقه بقدر ما ستضر بحرية الانترنت والحريات الاجتماعية بشكل عام.
نقطة مهمة جدا، لربما تكون حلا وسطا بين دعوات هذه الحملة والخوف على على الحريات الشخصية وهي الطلب من مزودي خدمة الانترنت عرض برامج الحماية بشكل مجاني لمن يطلبها. لايجب لاي من الجهتين ان تدفع المزيد لا الى فلترة الانترنت ولا الى فتحها. ممكن ان يكون هنالك خيار مجاني للجهتين من دون فرض وصاية اية جهة على الاخرى.
للدفاع عن حرية الانترنت في الاردن، انضم لهذه الصفحة على الفيسبوك:
Do you have something to say?