مضى أكثر من عام على الحراك الشعبي الذي تخلله قصص عديدة و أحداث محزنة و انتصارات سياسية للبعض و خسارات سياسية للبعض الاخر، كما تخلل العام الماضي الاسراع في عملية الاصلاح و فتح باب التحقيق في قضايا فساد عديدة و متابعة ما سميو بالفاسدين بما حمله من ظلم للبعض و تحقيق العدالة للبعض الاخر ايضا.
كل مظاهرة او اعتصام او اضراب حصل العام الماضي حمل الوضع العام المزيد من التوتر. و مع كل عنوان مقال مثير في صحيفة، كان صحيحا ام لا، كان التوتر يتغلغل في نفسي و يشعرني بالخوف كل يوم من فلتان الامور و اتجاهها المتزايد نحو الفوضى و ما يحمله ذلك من خسارة للجميع.
مع أنني أحمد الله على القرار الحميد للحكومة في التعامل السلمي مع كل تلك المظاهرات التي لولاها لكانت الاوضاع تفجرت منذ زمن لكنني كنت أخشى كل مرة من خطأ قد يرتكبه أحد ممثلي الدولة، و قد حصل العديد منها، قد يصعد الامور و يزيد من خطورة الوضع. لكنني كنت الحظ ايضا بعض المحاولات او لنقل الاحداث التي ربما تكون بريئة او لا التي حاولت تفجير الاوضاع في اوقات مختلفة كقصص حرق بعض الرجال انفسهم في محاولة لنقل التجربة التونسية و مؤخرا طعن احدى الناشطات في الحراك الشعبي ايناس مسلم
قبل الدخول في قصة ايناس، اود أن ادعوا الحكومة، او لربما احدى الصحف المهمة او الجهات المهتمة، كي تعمل تحقيق استقصائي عن أنواع الحراكات الموجودة في الشارع و اعدادها و اهدافها و مطالبها. اتمنى قراءة تقرير موضوعي ملحق به جدول يدل على الجهات المختلفة المنظمة للحراكات المختلفة مع شعاراتها المرفوعة، طبيعة افراد هذه الحراكات و اعمارهم، اهدافهم و ما تحقق منها الى اليوم و ما لم يتحقق منها بعد. يجب أن تكون هنالك جهة تتابع هذه العملية و تنظمها و تعرضها على المواطن. ان لم تكن الحكومة جاهزة لهذه المهمة، فلربما قامت بها احدى جهات هذه الحراكات.
لنعود الى قصة ايناس المدونة الاردنية المنتمية لمجموعة الحراك ذبحتونا، و هنا أنا اريد أن أسجل استنكاري لحادثة الطعن التي لا اعتقد أنها مخطط لها من الدولة و لذلك يحزنني محاولة استغلالها لتوجيه اصابع الاتهام للدولة، لكنني أيضا استنكر و بشدة تقرير الامن العام بهذا الخصوص. و مع أنني لم أجد فيه محاولة التشويه الاخلاقي من ناحية الشرف كما وجد به العديدين غيري لربما لأنني اجدها حالة طبيعية للقتاة ان تلتقي بصديقها في مقهى و لا أعتقد أن التقرير تعمد ذلك، لكنني اخذ على التقرير تعمده تشويه صورتها بطريقة طفولية بالحديث عن علاقاتها مع زملائها في الجامعة. ذلك التقرير محزن جدا، و هو خطأ فاضح لم يساعد فقط في ضرب مصداقية الامن العام بل الدولة ككل، و بالتالي اتمنى ان يصدر اعتذار رسمي من جهة الامن العام و معاقبة المسؤؤل عن ذلك التقرير، ولربما مراجعة و اعادة تدريب اجهزة الامن العام لاصدار التقارير بطريقة اكثر مهنية
انا كنت قد تفاجأت أيضا من كلام سمو الامير حسن في برنامج ٦٠ دقيقة، و امتعضت من الحديث عن الاجداد الذي لم اجده لائقا ان يخرج بهذه الطريقة، لكنني ايضا قرأت مدونة ايناس التي تهاجم بها سمو الأمير، و مع أنها كانت تحمل بعض الحدية الا أنها لم تكن بتلك القوة التي تستدعي الطعن. كما أنني اريد أن اشير هنا الى أن ايناس بدت في المقال بأنها لم تسمع كلام سمو الامير عندما أشار الى ان الحراكات الشعبية و بمحدودية اعدادها لا يجوز لها التكلم باسم الشعب، و هو محق في هذا. لكن ايناس بدت في المقال و كأنها تتحدث بصوت الشعب و تصادر رأيه.
اتمنى لو يتم الاسراع في عملية الاصلاح و ان يتحول التوتر في الشارع الى عمل حزبي منظم يعيد الامور الى نصابها و يعيد الدولة الى رقعة النمو و البناء.. الفوضى اتعبتني.. و خوفي من تفاقم العنف يبقيني متوترا..
Do you have something to say?