لطالما تمنيت أن يطول بك العمر و تمد لك الأيام ذراعيها لتعيش أكثر و ليكون لنا حباَ أكبر
في الخريف الفائت قبل خمسة عشر عاماَ كنت قد وعدتني بباقة زهر تجمعها من حكايا عشناها معا
قليلة تلك الأيام التي كانت تجمعنا وحيدين من غير سوء
في كل ثلاثاء من كل أسبوع انقضى بعد رحيلك، أمارس طقوسي …أحجز لك بقربي مقعدا…َ نلتقي معاَ ، نتناجى، أبكي و تمسح لي دموعي، أرى يديك تمتد نحوي من الغيب… أحضنك و أغفو على صدرك … أحكي لك و تشكو لي بعدك عني، أقرئك بعض ما كتبت عنك، تتحمس له، و تعدني بنشره.
أجهز فنجان القهوة كالمعتاد، أعرف أنك لا زلت تشربها بدون سكر، سيجارتك ، بعض الحلوى التي كنت تعشقها ،( بسكويت اليانسون صنع يدي) و كومة الجرائد.
و نقرأ معاَ و نتحدث قليلاَ ثم تتذكر أنك لم تقبلني مع أنك تكون قد فعلتها للمرة العاشرة
تمر الساعات و نحن على جلستنا هذه … تودعني لتمر على الجريدة و أعدك بغداء فاخر عند العودة
أنتظر
أعد المائدة لي و لك فقط
أعرف أن الصبايا الثلاث سيفرحهن ذلك و إن كن مشغولات عنا بزخم الأحلام
أتخيل حضورك فرحأ تقبلني و تحصي علي عددها… الألف بعد المليون…. لو أنك عشت أكثر لدخلت كتاب غينيس لقائمة الأزواج الأكثر تقبيلاَ لزوجاتهم
و تلوح لي ضحكتك الجميلة التي تظهر أسنانك
ما زالت تلك الضحكة و تلك الصورة مسندة على جدار بيت لم تسكن فيه سوى أشهر قليلة مملوؤة بالحزن
لا أريد أن استرجع معها وجعك و ترحالك و خروجك الأخير
أريد أن أحتفظ باحلى ما لدي من ذكريات كنا نعيشها في أول بيت سكناه و زيناه برسوم كثيرة و دالية زرعتها في ركن الحديقة تيمناَ بدالية والدتك التي أدركها اليباس بعد رحيلها.
تأتيني غفوة صغيرة أسمع فيها دندنة لأغية
مش زي الملايكة …. و لا فيك من البشر …. أنت أكيد من عالم تاني ملوش أثر
تيقنت أنك كذلك….فمثلك لا يطيل البقاء
و أدركت… إن الله عند ما يحتاج ملائكة ينتقي أطيب البشر و أنقاهم
Do you have something to say?