بفكروا انه علاقاتي مع الناس حوالي بتشكل خطر على الشرف اللي بين اجري


لما فتحت عيوني على الدنيا

ما شفت فرحة… لاني أنثى

بس هادا ما زعلني.. فانا ما اتوقعت فرح او حزن

بعدين حكولي بما انك انثى… فلازم تصيري بنت

عرفت اسمي… هيا… و حبيتو

خزقولي داني… اتوجعت… و ما فهمت

تركولي شعري يطول… لاني بنت

و بعد سنين.. لما كبر صدري… قالوا صرتي امرأة

وحملوني شي ما فهمته.. سموه الشرف…

حددوا مكانه في صميم جسمي…

و أبدعوا في اختراع الطرق لحمايته…

Continue reading →

يوم رجمت هيا المجدلية


.لم اكن اشعر بالخوف و انا انظر الى الجموع الملتفة حولي. كأنني كنت مخدرة, شاردة عن الوعي. كأنني تركت ذلك الجسد لمصيره و جلست اراقب نظرات الغضب و الكراهية و الرهبة و السرور على وجوه الرجال و النساء و ايضا الشيوخ و الاطفال. كل يحمل حجر, احجار مختلفة, بعدة احجام و اشكال, زوايا حادة من جهات مختلفة تنتظر بلهفة لتمزيق جسدي الغض. تداخلت الاصوات و الصراخات ببعضها فلم اعد اميز معانيها, لكنني قرأتها على وجوههم: الموت للزانية
ضممت يدي الى صدري و تركت ركبتي تسقط الى الارض, اغلفت جفوني بصمت, و انتظرت. مرت ثواني خلتها ساعات, صمتت الجموع فجاة و اتجهت الانظار نحو رجل ملتحي تبدو عليه ملامح الانزعاج:” من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر!” صرخ الرجل بوجه الجموع, “من منكم بلا خطيئة فليرجمها الان”. مرت لحظة صمت, تلتها تساقط للحجارة, ليس باتجاهي, بل الى الارض. سقطت الحجارة و هي تحمل مشاعر الخزي و العار. سقطت الحجارة اليوم, و لكن بعد ايام سقط الرجل و سقطت كلماته و سقطت انا
كنت امشي بين العصور, اتلفت حولي, ابحث عن ذلك الرجل, كنت ابحث عنه او عن شبيه له, او عن شخص واحد يمتلك بعض من مقومات قوته و رجولته. لم اعد اجد رجالا, كنت اجد ذكورا. فالرجال تشوهت و ماتت, بقيت منها ذكورا تتسلط على جسدي و عقلي و روحي. هربت من الرجم يومها, و لكنني حرقت في مكان اخر و زمان اخر. هربت من الرجم يومها و لكنني اعدمت بالرصاص, شنقت, و قطع جسدي بعدها
عدت الى حفرتي, نظرت حولي مجددا, هذه المرة اخترقت نظراتي الجموع و امتدت الى البعيد. نظرت حولي هذه المرة فلم ارى حفرتي فقط بل رأيت مئات الحفر, بل الوف و ملايين. حفر كلها متشابها, تمتلىء بنساء تشبهني, كلها جالسة بصمت, شاردة في المجهول و تاركة جسدها لجلاده
سقطت دموعي هذه المرة, و سقطت دموع النساء في الحفر الاخرى, ارتطم كل دمع بجسد حاملته الساكن كأنه يحاول غسيله. لم تكن الدموع تيقن انه مهما حاولت اغتسال جسد المرأة فلن يتغير شيء, كان بالاجدى منها ان تتساقط على العقول فلربما ايقذت رجلا يعيد للرجولة مجدها و للانوثة حياتها
مع حبي,
هيا المجدلية

حقي ان اعيش و ان اختار و ان اكون ولكن


دوار, غثيان و تعب, تنتابني هذه الاعراض احيان و احيان اخرى لا اشعر بشيء, في البداية اعتقدت انه مرض, ربما اكلت شيئا سيئا او اصبت بضربة برد. تغاضيت عن الاعراض في البداية, و لكنها امتدت لايام, و من ثم اسابيع, تحمل معها شعور اخر, شيء غريب يحصل لي, اشعر بتغييرات في جسدي, كأنني زدت بعض الوزن و كأن منطقة حوضي توسعت و كأن هناك انتفاخ في بطني
حامل؟ مرت الفكرة كطلقة في عقلي! سريعة و مؤثره, كومض البرق. اصابتني في صميم قلبي, و نزفت. اغلقت الجرح على الرصاصة و مسحت الفكرة, فضلت الانكار و اكمال حياتي كما هي. الخوف كان رهيبا, و لم اكن مستعدة لمواجهته. و لكن الايام و الواقع لم يسمحوا لي بالهروب, كلما حاولت كبت الصوت في رأسي “انتي حامل” و انكار ما يحصل, كلما تصاعدت اصوات اخرى تطالبني بمواجهة الواقع و تقبل الحقيقة
اصبح لدي شخصيتان تتصارعان بداخلي, واحدة تصرخ في الحقيقة – لا احبها – و الاخرى – رفيقتي – تفضل الانكار. انتصرت الاولى, و حتمت علي المواجهة. “انا حامل”, تسارعت نبضات قلبي, كنت اموت و احيا من الخوف. “انا حامل” ماذا يعني هذا؟ ماذا افعل و كيف اتصرف؟ هل اعترف لاحد؟ من؟ احدى صديقاتي؟ مستحيل! سأخسرها. امي؟ يا ويلاه! ستقع من طولها. اخي؟ هل جننت؟
اصابعي تخونني و تتحرك فوق بطني, اشعر بحياة تنمو بداخلي, طفل بريء يواجه حكما صعبا حتى قبل ان يرى نور الحياة. هرمونات جسدي تخونني ايضا, و لاول مرة في حياتي, المح شعور الام, حب غامر يسيطر على خلايا جسدي و عقلي, و رغبة قوية بالدفاع عنه و حمايته, فأنا و طفلي واحد, هو انا و انا هو. ولكن انا و هو اعداء, هو حكم علي بالاعدام و انا حكمت عليه بنفس الحكم
راجعت الخيارات امامي – مرارا و تكرارا, القاسم المشترك هو الموت – موته هو -, فهو قد يعدم و حيدا, او قد يعدم معي, او قد يعدم معي و مع اخي و امي و ابي! سرحت في مخيلتي, ماذا لو؟ ماذا لو اتخذت الخيار الاصعب و قررت المواجهة؟ ماذا لو لم انفذ حكم الاعدام انا؟ من سينفذه؟ ابي؟ اخي؟ ام عمي؟ هل استطيع حمايتهم من هذه المواجهة و تدبير امري لوحدي؟
اغلقت باب غرفتي و انوارها, اريد ظلمة, اريد وحدة, و اريد موت. اغرقت عيني بالدمع, و تخيلت طفلي محاربا, يصارع بشجاعه للدفاع عن حقه في الحياة, يصارعني, و يصارع اخي و ابي, و يصارع الناس و المجتمع و العالم. كرهت نفسي و كرهت الناس و كرهت المجتمع و العادات و التقاليد و الدين و الاعراف. اين العدل؟ هل يحكم علي بالموت لقراري صون حياة؟ هل اموت و شريكي بالجريمة حر طليق, دون حكم و لاخوف فقط لانه رجل و انا امرأة؟
اراجع نفسي, و اتساءل, ما هي جريمتي؟ فأنا لم ابني على رغباتي الجنسية الا بعد ان اتخذت قرارا بأن جسدي ملك لي و ليس لاحد, قررت ان اعطيه حقه الطبيعي و امارس حقوقي كأمرأة, كأنسانة حرة تملك ابسط شيء يمكن ان يملكه اي انسان و هو جسده. قررت ان لا اشارك جسدي مع احد, حتى و لو كان ذلك سري الخاص. فأنا لن استطيع تغيير العالم او احتاج لتغييره طالما صنت سري, و انا امرأة متعلمة و مثقفه, اعرف خياراتي و نتائجها, و اتحلى بنوع من الذكاء. اعرف كيف احطات و كيف احمي نفسي. اعطي جسدي حقه بسرية , تعلمت استعمال وسائل الحماية. اعرف انه يوجد هنالك دائما احتمال للخطأء, حتى لو كان صغيرا جدا, و لكني قررت المغامرة, و ها انا ذا, امام احد اصعب القرارات في حياتي. هل املك القوة للصراخ امام العالم و الدفاع عن حقي في ان اعيش و ان اختار و ان اكون في العلن؟ ام املك القوة لقتل طفلي و صون حرية جسدي في السر؟ اميل نحو خيار الصراخ, و لكن خوفي يكبلني و يوجهني نحو الخيار الثاني
مع حبي,
هيا
ى

هيا, ماذا يحصل للابذرفر؟


لا ادري ماذا حصل للابذرفر, او المراقب كما ترجمها شخص في مدونة محمد عمر, هنالك شيء غير طبيعي, لم يعد يكتب كما كان من قبل. اشعر بالشفقة تجاهه, فهو يحاول جاهدة بايجاد فكرة جيدة لطرحها للنقاش في المدونة, لكنه لا يجد, عقله مشغول في عدة اشياء. مشغول لدرجة انه لم يكتب هنا منذ اسبوع, و لدرجة انه كاد ان ينساني تماما! فهو يتجاهلني منذ اشهر. لا اذكر اخر مرة انتبه الى وجودي, و لا اخر مرة استطعت التمرد عليه و فرض نفسي بقوه لطرح قضيتي. ربما هو يعتقد انه سمح لي بطرح قضاياي من عدة جوانب, و لم يعد هنالك مجال للحديث سوى التكرار. انا يجب ان اعترف بنفسي ايضا, لم يخطر في بالي اي شيء يستحق النشر فأثرت الصمت لاسابيع. اقول الصمت و ليس الموت, لانني للحظات شعرت انه ما قد يحصل لي. ارعبت و انتفضت! استغليت صباح الجمعة, فانا اعرف ان عقل الابذرفر يكون صافيا بعد اسبوع من التعب. عرفت انها فرصة جيدة للانتفاض و الخروج من سباتي العميق. فرصة جيدة للحياة من جديد و لو كانت في عدة اسطر فقط

قضيتي اليوم ليست قضية امرأة في مجتمع ذكوري, انها قضية امرأة وهمية في عقل رجل مشغول. قبل قليل كان يقرأ في كتاب ذا كايت راننير. رايت نظرة اعجاب على عينيه عندما قرأ سطرا على لسان الشخصية الرئيسية في القصة امير. كان امير يقول انه يشعر بالتميز لانه ربح يانصيب الجندر في مجتمع ذكوري يعطي الرجل مساحة كبيرة من الحرية ينكرها على المرأة. طبعا انا استغليت الوضع و لعبت لعبة الذنب مع الابذرفر. فانا ايضا امرأة, حتى لو كنت وهمية, فيحق لي المطالبة في المساواة! فهل يعقل ان يسمح لنفسه بطرح افكاره لعدة اسابيع هنا ثم ينكر علي حقي في ذلك؟ اين العدل؟ اين المساواة التي يدعي انه يطالب بها؟ انا ايضا اريد طرح افكاري, حتى لو لم يكن لدي قضية جدية لطرحها, فهو ايضا احيانا يكتب اشياء تافهة, يعني مثلا الكنافة الملونة! ها! هل يعتقد نفسه مبتكرا بطرح هكذا افكار؟! انا استطيع ايضا الابتكار, حتى لو كان في قصة شعري او لون المناكير على اصابع يدي, او ربما تحدثت قليلا عن جمالي, هو لم يتطرق لذلك من قبل! اعمى! قصير البصيرة
في الحقيقة فانا احيانا احزن عليه, فهو اشغل نفسه في قضايا عديدة, فلم يعد لديه وقت كافي للتفكير للصافي, لا ادري لماذا! اهو هروب من شغله اليومي الروتيني القاتل بحيث انه يبحث عن اية نخرج للهروب؟ ام اته رغبة بعمل شيء يستحق التقدير؟ ام جريا وراء المال؟ ام ماذا؟ انا اعرف انه كان اهدأ قبل سنتين. لم يكن ضيق النفس كما هو الان, و لم يكن يفقد اعصابه بهذه الوتيرة. لم يكن شغله شيئا, الان شغله كل شيء! يريد العمل على هذا الشروع و هذا و هذا و هذاّ! فهل ينجح؟ ربما! او ربما علي بتذكيره بما يؤمن هو به دوما, ان الامور ستحصل كمل يجب ان تحصل, وانه في النهاية ما يهم هو الاستمتاع الاني باللحظة, فالحياة قد تكون جميلة اذا عرفنا قيادتها
مع حبي,
هيا