مدرسة الروابي للبنات، انتاج أردني على مستوى عالمي


نهاية حزينة ومؤثرة تختم حلقات مسلسل مدرسة الروابي بطلقة مدوية تترك المشاهد مصدوماً مكلوماً على شخصيات لم نستطع ألا نحبها ولا أن نعيش معها صراعها المدرسي والعائلي الشبيه، على أصعدة، مختلفة ما يعيشه طلاب وطالبات المدارس في عمّان. ومع أن المدرسة التي تدور فيها الأحداث تعكس حياة طبقة معيّنة من المجتمع إلا أن القضية الأهم في المسلسل وهي التنمّر في المدارس تطال كافة شرائح المجتمع على مستوى العاصمة والمملكة. فمن منَا لم يتعرض للتنمّر في المدرسة أو كان شاهداً عليه؟ ومع أن النهاية جاءت مرتبطة بسير الأحداث ونتيجة للعنف المجتمعي الأعم من العنف المدرسي في القصة، إلا أنها تسلط الضوء على قضية مهمة أخرى، وبذكاء كبير، تترك المشاهد يربط بين العنف المنزلي الممارس على أطفالنا ونتيجته في ساحات المدارس ومعارك الصفوف المدرسية. ليان لعبت دور المتنمرة الشريرة، لكنها ملكت قلوبنا في النهاية.

ولا يغيب عن المشاهد الحرفية العالية في تصوير الحلقات من جودة صورة وسيناريو وحوار وتمثيل، مسلسل أردني على مستوى عالمي يليق بجودة الأعمال التي تعرضها منصّة نتفليكس. الحس الفني عالي من الديكورات إلى ملابس الممثلين وحواراتهم وحركاتهم التمثيلية والموسيقى التصويرية والأغاني المختارة. جميعهم أبدعوا دون استثناء وأظهروا أننا في الأردن قادرون على صناعة دراما عالمية، وأن هنالك جيل كامل من الشباب الكفؤ القادر على سرد قصص مختلفة وجديدة ومهمة.

تيما الشوملي وشيرين كمال

في الحقيقة فإن تيما الشوملي مجتهدة و”شغيلة” ومبدعة وذكية جداً، وتشكل حالة خاصة في الدراما الأردنية نحن بحاجة لها. أبدعت في مسلسل “في ميل” بأجزائه الثلاثة ومسلسل زين، وها هي تعود لتنتج أفضل أعمالها إلى اليوم، وتشكل ثنائي رائع مع المبدعة شيرين كمال، شريكتها في الفكرة وكتابة وتطوير السيناريو.

لا يسعني هنا ذكر جميع العاملين على المسلسل ولا كافة أسماء الممثلات المبدعات، ولكن علينا أن نعي اليوم أنه أصبح لدينا كادرًا محترفاً من صانعي الدراما، مبشراً بأعمال قادمة ننتظرها.

مبروك للأردن