مراجعة شاملة من طارق عبدو لرواية جنة على الأرض


التخلص من الشيخوخة والتعلق بالماضي، العودة الى الطفولة، ام تلد امها، الاهل والابناء بعمر واحد، طابعة تولد بشر………. هل هذه جنة على الارض ام فلم رعب !!!!؟

انها الرواية اللتي تصنف بأنها رواية تحاكي عمان بواقع مستمد من الخيال العلمي، ولكن انا اصفها بواقع مستمد من جذور الرعب والخوف والانانية المزروعة بالبشر التي تدفع الانسان الى الاستمرار بالحياة. انها رواية تتحدث عن الانتخاب الطبيعي بحضور التكنولوجيا….

يظهر الكاتب براعته بطريقة التخيل ماذا فعلت تلك الحبة الصفراء بسكان عمان

يثبت الكاتب فادي زغموت عبقريته مرة اخرى في هذه الرواية حيث نلاحظ تناغم السرد مع المصطلحات الاردنية اللتي تنقل الصورة كما هي بالواقع مع مؤثرات الخيال اللذي ينسجها الكاتب من خلفيته الثقافية واقتباساته الادبية من جبران ومصطفى خليفة وكارل ماركس وتاريخ العصور الوسطى ومقالات علمية تحاكي تكنولوجيا المستقبل في صفحات روايته المشوقة كما ان طريقة السرد الممتعة تتقاطع فيها الاحداث مع نهاية كل مشهد بحبس الانفاس. رواية لا تقل اهميتها عن روايات دان براون ويوسف زيدان، وننتظر بفارغ الصبر ان تتحول لعمل سينمائي ضخم نفخر به كأردنيين

تستعرض الرواية اثار التكنولوجيا من وجهة نظر سلبية واخرى ايجابية. الناحية السلبية تواجه الاستمرار في الصراع العربي الاسرائيلي لعام 2090، وكذلك بعض المظاهر والعادات السيئة مثل قضايا الشرف والواسطة والطبقية استغلال الدين واستمرارية سخافة الصحف ووسائل الاعلام وتجارة البشر واستغلالهم في البرامج التلفزيونية لتحقيق الارباح المادية والعديد من العادات السيئة اللتي لن تستطيع التكنولوجيا والتطور التخلص منها مثل الفكر التطرفي والارهابي اللذي يستغل الاتجاهات الايدلوجية لتحليل الجرائم المرتكبة بحق الابرياء. ومن الجوانب السلبية ايضا اللذي عرضها الكاتب بشكل طريف قضية الفساد عندما قامت المطربة صباح بزيارة عمان ونوهت الى ابراج الدوار السادس ما زالت كما هي.

اما الجوانب المشرقة للتكنولجيا واثرها على الانسان مثل التخلص من الشيخوخة هي براءة اختراع نسبها الكاتب الى شخص عربي اردني، ووجود مترو في عمان وتولي امرأة لمنصب رئاسة الوزراء (ثرية محمود) وامرأة ايضا تترأس الولايات المتحدة الامريكية (خديجة)، وانخراط المجتمع الاردني ببعضه حيث اشار الى شخصيين متزوجيين من دينين مختلفيين، وظهور الانفتاح العقلي والانعكاس الايجابي للتدين على شخصيات المجتمع على غرار الشخصيات الارهابية والجماعات المتطرفة. كما اذهلنا الكاتب بخياله الواسع للأختراعات التكنلوجية اللتي تسهل حياة الاشخاص مثل طابعة الطعام وطابعة الانسجة وطابعة الاطفال والساعة والملف الشخصي الالكتروني. كما ظهرت الجوانب الايجابية لمدينة عمان بمناظرها ووصفها التخيلي في الاعوام المقبلة واستمرار الرعاية الهاشمية للمملكة اما الشخصيات فقد كانت مختارة بعناية واكاد اجزم ان الكاتب على معرفة حقيقة بجميع الشخصيات لوصفه الدقيق وواقعيتهم كأشخاص اردنيين سوف يعجب القارئ الاردني بهذه الشخصيات لمحاكاتها لشخصيات قد تكون شبيه بمن حوله.

اما القارئ الغير اردني فسوف يتعرف من خلال 222 صفحة على الاردن وطبيعتها وعلى الاردنين وطباعهم

جمال: اعجبني من بداية الرواية وقد ربط بينه وبين فلم Mr.nobody اللذي يبدأ بعيد ميلاد اخر فاني على الارض. ويربط الكاتب في تلك الشخصية الرزانة والحكمة والقوة والتواضع والايمان وهو ما يعكس طبيعة كبار السن الاردنيين، واستوقفني موقف جمال الغريب من عدم انحيازه للعيش طويلا وانتظاره للموت وانه يعتبره حق من حقوقه مع انه هو صاحب الاختراع وذلك يظهر صوفية جميلة تحبب القارئ فيه

جيهان: الامرأة المتعجرفة المتحولة بسبب مصاعب الحياة وقد تحمل طيبة في قلبها ولكنها مضطرة الى اخفائها والاستجابة لقانون الغابة فيساعدها ذلك على التميز في عملها وعلى السيطرة على مشاعرها الانسانية وحزم الأمر، وبرغم ذلك يظهر الكاتب التناقد البشري في هذه الشخصية

زيد: الزوج والابن الاردني اللذي يصفه الكاتب بطريقة ابداعية حيث يقوم بكل الادوار ببراعة

عمر: وهو يعكس الاشخاص الأقل حظا رغم ايجابيته وحبه للحياة، ولكن الكاتب يظهر تعاطفه الانساني مع هؤلاء الاشخاص وهو يطلب من الحياة ان تنصفهم وتعطيهم فرصة اخرى للحياة بسعادة فقد كتب له حياة جديدة مترفة مع ام حنونة ويظهر ذلك ايضا في الشخصيات الاخرى مثل سلمى اللذي تتبناها صباح ومايا الطفلة اللتي فقدت امها بسبب مرض السل

كميل: اردني يتحلى بصفات اجنبية تظهر في ميزاته اللتي يتمنها فتيات عمان في كل شاب، وكذلك كانت تراه جنة

جنة : احترت في وصفها او في رمزيتها وقد قرأت الرواية لأول مرة ولم تعجبني تلك الشخصية الانانينة وقد سألت الكاتب شخصيا اذا كان على علاقة حقيقة مع تلك الشخصية حيث لاحظت انه يصفها بطبيعته وكأنه يخاف عليها كأحد من اقاربه. وعند قراءتي للرواية مرة اخرى سألت جميع من قرأها عن علاقته بجنة مرة اخرى وكانت اغلب الاجابات متشابهة حيث انهم يعرفون شخصا يشبهها ولكن لا يعرفون من او خانتهم الذاكرة….الى ان توصلت في ذهني الى اقرب شخصية تمثل جنة بعد قراءتي نشيد الى ازيس:

لأنني الأولى والأخيرة
لأنني المُبجَّلة والمُحتقرة
الزوجة والعذراء
الأم والابنة
لأنني ذراعا أمي
لأنني العاقر ولأن أولادي لا يُحْصون
لأنني الزوجة والعزباء
لأنني من تُنجب ومن لم تنجب قط
لأنني العزاء في آلام الولادة
لأنني الزوجة والزوج
ولأني رَجُلي هو الذي خلقني
لأنني أم أبي
لأنني أخت زوجي
ولأن زوجي هو ابني الذي تخلّيت عنه
لأنني كل ذلك

هي المرأة وهي الفتاة والطفلة والاخت والزوجة والأم هي اللتي تضحي من اجل خلاصنا….. هي الجنة

ان الخيميائي الاردني استطاع ان ينسج اكسير الحياة برواية تحاكي شخصية العذراء لعل الرواية القادمة تنسج حجر الفلاسفة لتحاكي شخصية المخلص…شكرا فادي

كشكش- لمى زخريا تحارب التحرش الجنسي بالغناء


صوت لمى زخريا من أحلى الأصوات الأردنية، والأحلى من هيك أنها توظفه لنقد ومحاربة آفة اجتماعية مثل التحرش الجنسي. جريئة لمى وقوية ومبدعة.

مرات بكون الفن أفضل وسيلة للتغيير الاجتماعي، الحمدالله لسة في عندنا مواهب ولسة في عندنا ناس بتآمن بالتغيير..

هل حان الوقت لمراجعة متطلبات مؤسسة الزواج؟


يبدو انني وجدت افضل طريقة لتلخيص رواية عروس عمان هي الانطلاق من الاسم الذي تحمله الرواية وما يربط قصص شخصياتها ألا و هو معاناتهم للوصول الى مؤسسة الزواج التي اضحت حلم معظم الشباب في هذه الفئة العمرية في المجتمع العماني في وقت ازدادت بها المتطلبات الواجبة للدخول الى هذه المؤسسة و اصبحت صعبة جدا.

عادة ألخص الموضوع بجملة “الهوس المجتمعي بمؤسسة الزواج” و التي لا أعني بها مهاجمة هذه المؤسسة المهمة كما فهم البعض بقدر ما اتمنى بها تخفيف الضغوط على الافراد في المجتمع للوصول الى هذه المؤسسة و اعادة تركيبب الترتيب الاجتماعي بحيث لا يظلم هؤلاء الافراد ممن لم يستطيعوا تحقيق المتطلبات الواجبة للدخول بهذه المؤسسة.

لكنني أتساءل ايضا، و لربما وجب علينا في هذه المرحلة من الربيع العربي و المراجعة الشاملة للحياة السياسية و الاقتصادية في الاردن، ان نشكل مراجعة ايضا للحياة الاجتماعية و أهمها قالبها المتمثل في مؤسسة الزواج.

Continue reading →

صدور رواية “عروس عمان” لفادي زغموت


غلاف رواية عروس عمان

غلاف رواية عروس عمان

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، الرواية الأولى للكاتب فادي زغموت، حملت عنوان: “عروس عمان”، تقع الرواية في 196 صفحة من القطع المتوسط.

ورواية “عروس عمان”، هي رواية نسوية بامتياز، تعطي مساحة لرجل و أربع نساء عمانيون ليسردوا علينا تفاصيل حياتهم من منظور اجتماعي. تتقاطع حياة هذه المجموعة بأسلوب سردي جميل لتكشف عن مواقف حياتية أسست لها منظومة القيود والمواريث الاجتماعية لتزيد من الحبكة الدرامية وتشكل مراَة للواقع الاجتماعي في المجتمع العماني.

وتحمل شخصيات الرواية نماذج لأفراد وجدوا أنفسهم خارج القوالب الاجتماعية المتعارف عليها. يلعب الكاتب على سيكولوجية هذه الشخصيات وكيفية تقاطع نظامها الأخلاقي مع واقعها و حاجتها لمسايرة المنظومة الاجتماعية من جهة و محاربتها والتحايل عليها من جهة أخرى، وتطرح الرواية قضايا عديدة من منظور نسوي، نذكر منها قضايا المساواة بين الجنسين، هوس المجتمع في مؤسسة الزواج، التحرش الجنسي، العنف الاجتماعي، استقلالية المرأة.

من الجدير بالذكر ان الكاتب فادي زغموت ولد في عمان، وبدأت رحلة الكاتب مع الكتابة عام 2006، على مدونته على الانترنت، التي تعد اليوم واحدة من أهم المدونات في الأردن لما تطرحه من مواضيع جريئة، وتم اختيار زغموت عام 2008 كأحد القادة الشباب للمشاركة في البرنامج الريادي للمركز الثقافي السويدي لدعم القادة الشباب المؤثرين في مجتمعاتهم وربطهم معا.