تصيبني بالدهشة المواقف السياسية للأفراد من حولي في ميمعة الربيع العربي. كل يحمل تحليل معين و كل يحمل فكر معين. وجهات نظر متضاربة تحمل أبعاد تاريخية و ارثا ثقافية, تحمل مشاعر وطنية و مخاوف شعبية, و العديد من ادعاءات التخوين و نظريات المؤامرة.
في الأعوام الماضية كنت أستغرب الموقف الشعبي المحلي من صدام حسين. أستغرب تلك الرؤية التي صنفته في خانة الأبطال الشعبية بعد كل القهر و القمع و الدمار الذي سببه للشعب العراقي خصوصا و الشعوب العربية عموما. أستغرب أكثر من موقف والدي الذي يختصر كل الأحداث الفائتة و القادمة على أنها مخطط أمريكي. فأمريكا هي من صنعت صدام حسين و أمريكا هي من تخلصت منه. كما أن أمريكا هي من خطط للعنف الحاصل في العراق و هي من يخطط لتسليم الحكم في المنطقة للأخوان المسلمين كي تخلق معسكر سني أمام معسكر شيعي يسهل عليها التحكم في المنطقة لسنوات قادمة.
يبدو كسيناريو منطقي لتسلسل الأحداث, لكنني أجد نفسي ترفض هذا التبسيط في الأحداث و اختصار كافة القوة الدولية و المحلية في الدولة الأمريكية و الدول الأخرى على مر عقود عدة بكلمة “مخطط أمريكي”.