الفيزون، احد ضحايا الربيع العربي


يبدو ان التحول الديمقراطي للربيع العربي يترجم بحرفية حكم الأغلبية دون اية دعائم طورتها الشعوب الاخرى على مدار مئات من السنين للوصول الى ديمقراطية فعالة تجمع بين حكم الاغلبية وبين حقوق الاقليات والحقوق الفردية والحريات الاجتماعية. مع صعود التيارات الاسلامية في الدول العربية، ازدادت المخاوف على الحريات الاجتماعية في هذه الدول نظرا للخطاب الديني المميز لهذه التيارات التي تعطي ثقلا لرأي المجموعة حساب حاجات الفرد واختياراته من منظور ديني معين.

في الأردن بدأنا مؤخرا بمشاهدة نشاط الحراك الاسلامي بعدة أشكال تحمل رايات أخلاقية مبنية أساسا على الجنس والجندر وتؤسس لبدايات تحديد وتقنين للحريات الفردية. من الحملة المدعومة من قناة الحياة ف. م. الدينية للطلب من الحكومة حجب المواقع الاباحية في الاردن، الى حملة الدعوة الى الحجاب لطالبات كلية الشريعة في الجامعة الاردنية “انت ملكة”، الى خبر اليوم بمنع ارتداء الفيزون في الجامعة الهاشمية.
Continue reading →

ان كان على الربيع العربي أن يبدأ بشتوى, فلربما وجب المطر لازدهار ثمار سماء صيف صافية


فازت الأحزاب الاسلامية في الانتخابات في كل من تونس و المغرب, هي في طريقها الى الفوز في مصر, كما انها تحمل لواء الثورة في سوريا و تعمل بفعالية كبيرة داخل الحرك الشعبي الأردني. نحن اذا أمام ربيع عربي اسلامي لا يمكن تجاهله.

و في انتظار تتطور الأحداث داخليا في الأردن, و مع بدايات ترضية قيادات الحركة من الحكومة الحالية و توقع الانتهاء من اقرار قانون انتخاب جديد و العمل نحو حكومات برلمانية, فانه ليس مستبعد أن تحصل جماعة الاخوان المسلمين على أغلبية نيابية و تشكل أول حكومة أردنية اسلامية في السنوات القليلة القادمة.

ذلك السيناريو يبدو قريب جدا من الواقع المستقبلي و هو في حقيقة الأمر يخيفني أشد خوفا. ينبع خوفي من قلقي أولا و أخيرا على الحريات الفردية و الحقوق المدنية التي تعودناها. و ان كان يصعب التكهن بقرارات قد يحملها حكم الحزب الاسلامي الا أنه و من قراءة التوجه الفكري الحالي لتلك الجماعات فان القلق على الحريات الفردية يبدو منطقيا. ما يهمني بشكل خاص هو حريات المرأة الأردنية و قدرتها على مقاومة فكر يقيد من حركتها, طريقة لباسها, تعاملها مع الجنس الآخر, جنسانيتها, و حياتها الشخصية و العملية بشكل عام. يخيفني العودة الى قيود أكبر تحدد العلاقة العامة بين الجنسين بشكل أسوأ مما هي عليه اليوم.

Continue reading →