فازت الأحزاب الاسلامية في الانتخابات في كل من تونس و المغرب, هي في طريقها الى الفوز في مصر, كما انها تحمل لواء الثورة في سوريا و تعمل بفعالية كبيرة داخل الحرك الشعبي الأردني. نحن اذا أمام ربيع عربي اسلامي لا يمكن تجاهله.
و في انتظار تتطور الأحداث داخليا في الأردن, و مع بدايات ترضية قيادات الحركة من الحكومة الحالية و توقع الانتهاء من اقرار قانون انتخاب جديد و العمل نحو حكومات برلمانية, فانه ليس مستبعد أن تحصل جماعة الاخوان المسلمين على أغلبية نيابية و تشكل أول حكومة أردنية اسلامية في السنوات القليلة القادمة.
ذلك السيناريو يبدو قريب جدا من الواقع المستقبلي و هو في حقيقة الأمر يخيفني أشد خوفا. ينبع خوفي من قلقي أولا و أخيرا على الحريات الفردية و الحقوق المدنية التي تعودناها. و ان كان يصعب التكهن بقرارات قد يحملها حكم الحزب الاسلامي الا أنه و من قراءة التوجه الفكري الحالي لتلك الجماعات فان القلق على الحريات الفردية يبدو منطقيا. ما يهمني بشكل خاص هو حريات المرأة الأردنية و قدرتها على مقاومة فكر يقيد من حركتها, طريقة لباسها, تعاملها مع الجنس الآخر, جنسانيتها, و حياتها الشخصية و العملية بشكل عام. يخيفني العودة الى قيود أكبر تحدد العلاقة العامة بين الجنسين بشكل أسوأ مما هي عليه اليوم.