رواية أمل على الأرض


وأخيراً وبعد طول انتظار، انتهيت من العمل على رواية أمل على الأرض ووقعت العقد مع دار الأهلية للنشر والتوزيع للقيام بطباعتها ونشرها وتوزيعها في المكتبات خلال أسبوعين من تاريخه . عادة ما تكون فترة إطلاق الكتاب هي الفترة الأكثر تشويقاً بالنسبة لي، فبعد العمل عليه لمدة ثلاثة أعوام، ها هو جاهز للنشر، وأنا على أحر من الجمر لمعرفة ردود فعل القراء. أردت لهذا العمل أن يخرج في أفضل حال، لذلك لم أستعجل في نشره، وعملت على تطويره مع محترفين من ناحية القصة واللغة والغلاف. أردت له أن يضيف إلى الرواية السابقة، جنّة على الأرض، من ناحية السرد وتطوير القصة والإثارة والجرأة ومتعة القراءة وأتمنى أن تكون عند حسن ظنكم وتنال محبتكم.

رواية أمل على الأرض

تدور أحداث أمل على الأرض بعد ٣٠ عام من نهاية رواية جنة على الأرض، أي بعد حوالي مئة عام من اليوم، ونتابع في أحداثها أثر القرار الذي اتخذته جنة في نهاية الجزء الأول حين صوتت لصالح قانون منع الشيخوخة.

كيف سيؤثر ذلك على حياة أبنائها، أمل وعُمر؟ وكيف سيتعامل المجتمع مع عالم لم تعد فيه الشيخوخة متاحة، وأصبح فيه طول عُمر الإنسان لا محدود؟ متى سيُحاكم الإنسان على أعماله؟ وكيف سيلجأ، بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتطور التقني لتسجيل حسنات وسيئات البشر، وخلق نسخة افتراضية عن الجنة والنار لمحاسبتهم على ما اقترفوه من أعمال تحت مبدأ الثواب والعقاب؟

كل هذا والمزيد..

طبعة جديدة لرواية جنّة على الأرض

المفاجأة التانية هي إصدار طبعة جديدة من رواية جنة على الأرض، بغلاف جديد ومع دار الأهلية للنشر.

حين صدرت جنة على الأرض لأول مرة في عام ٢٠١٤، كان الجميع يتوقع رواية تشبه روايتي الأولى عروس عمان، لكني أردت أن أخوض تجربة مختلفة، وكتبت رواية خيال علمي تحاول قراءة المستقبل القريب يقضي فيه العلم على الشيخوخة.

رغم أن هذا النوع من الأدب لم يأخذ حقه بعد في الأدب العربي إلا أن ردود أفعال القراء وحبهم للرواية ما غرس في عقلي فكرة العمل على جزء ثاني لها، أمل على الأرض. من هؤلاء القراء أذكر الصديق زيد بواب الذي كتب سيناريو فيلم كامل للرواية وربح عليه منحة من هيئة الأفلام الملكية لتطويره، والقارئة الجميلة تارا التي وشمت ذراعها بحروف جنة وأخبرتني عن نيتها تسمية ابنتها جنة، والصديق طارق عبدو الذي قدمني بطريقة رائعة في مهرجان ألف الأدبي حين صدرت الرواية، والصديقة ميساء العظم التي طلبت مني نسخة من الرواية بعد أن قرأتها لتهديها إلى جدتها، وأخي علاء الذي اعتبرها من أجمل ١٠ كتب قرأها في حياته.

أشكرهم جميعا وأهديهم رواية أمل على الأرض

مناقشة رواية إبرة وكشتبان في مهرجان طيران الإمارات للآداب


سأقوم بمناقشة رواية إبرة وكشتبان في جلسة خاصة في مهرجان طيران الإمارات للآداب يوم السبت الموافق ١٢ فبراير الساعة ٦:٣٠ مساء. سيدير الحوار الصديق هاني يكن.


يمكنكم الآن حجز التذاكر لحضور الجلسة. أتمنى حضوركم جميعاً هناك، وأرجو منكم مشاركة رابط الجلسة مع أصدقائكم من سكّان أو زوّار الإمارات المهتمين بهذ النوع من الأدب.


المكان: قاعة كارنيشن ، فندق هيلتون ، الحبتور سيتي


عن إبرة وكشتبان:
تميل المجتمعات كافة إلى تصنيف أفرادها، ولكن ما الذي يحدث إن تغير شكل هذه التصنيفات؟ يطرح الكاتب فادي زغموت في هذه الجلسة تصوراً عميقاً من روايته الجديدة “إبرة وكشتبان”، يدور حول بناء عالم مغاير، يُقسم الأفراد فيه وفقاً لطولهم، ويتحدث عن رحلته الكتابية وانعكاسات التصنيف على حياتنا وواقعنا اليوم.
فادي زغموت: كاتب أردني وناشط في مجال الأدوار الجندرية. ترجمت رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية.صدر له مؤخرًا رواية “إبرة وكُشتبان”.

يمكنكم حجز التذاكر من خلال هذا الرابط

إبرة وكشتبان في مكتبة فرجين في عمّان

إبرة وكشتبان، رواية تستحق القراءة.. مرّتين!


وصلتني هذه المراجعة الجديدة من نور مدرّس يكن لرواية إبرة وكشبتان، ويسرّني مشاركتها معكم. أحبّ مراجعات نور لرواياتي لأنها شاملة وتنم عن فهم عميق للرواية وأبعادها وما قصدت منها. لو كتبت المراجعة بنفسي، لم أكن لأغطيها بهذا الشكل!

بـ “إبرة وكشتبان” حاول  الكاتب أن يخيط فتقاً اجتماعياً كبيراً تشّكل نتيجة لاتّباع قواعد وعادات وُضعت للتمييز والفصل بين طبيعة البشر .كبر هذا الفتق وتطور بحيث شكّل قالبين لكل منهما شكل ومضمون محدّد يلزم صاحبه به منذ ولادته وحتى موته.لكي يخيط الكاتب هذا الفتق حبك قصة عن مجتمع افتراضي موازي لمجتمعنا قائم على تمييز أفراده وفق صفة وراثية غير جنسية وهي صفة الطول حيث تم توزيع الصفات الاجتماعية بناء على هذه الصفة البيولوجية لينتج عنه نمطين تقليدين للبشر، النمط القصير بصفات اجتماعية قوية ثابتة ومسيطرة و النمط الطويل بصفات اجتماعية مرهفة لطيفة وخاضعة.

درز القصة ببراعة عندما صوّر لنا قصة حب تنشأ بين النمط الأول من البشر التقليدي ونمط بشري محيّر غير تقليدي منبوذ من قبل النمطين التقليدين. تبدأ كقصة حب تقليدية يُفتح بابها عند أول لقاء للنظرات لكن تفاصيلها تذهب بنا الى بعد اجتماعي ثقافي غير اعتيادي لم أكن لأتوقع الوصول اليه في بداية الرواية.

في الثلث الأول من الرواية كان تسليط الضوء على النمط المحيّر الذي وبدون ذنب خُلق كذلك وكأن لعنة ما خُلقت لترافقه فيمضي حياته متخفّياَ خجلاً من وضعه كمن ارتكب جريمة وعليه أن يمضي حياته محاولاً اخفاء آثارها. ترافقه مشاعر مختلطة من الرغبة بحياة طبيعية كباقي البشر وخجل واحساس بالنقص والعار من وضعه ومحاولة التشبه بـأحد النمطين بهدف الاندماج في المجتمع.

في الثلث الثاني من الرواية تنتقل الأحداث لتشرح طبيعة كل من النمطين التقليديين بما يحمل كل منهما من صفات بيولوجية واجتماعية على كل شخص تقبلها سواء كانت موافقة لما يشعر به أم لا وتجهيز الإنسان منذ نعومه أظفاره للدخول بالقالب الخاص به ليتشكل على الهيئة المطلوبة منه. في هذا الثلث تتجسد قدرة الكاتب المدهشة على محاكاة الطبيعة البشرية في مجتمعنا واسقاط سيناريوهات يومية بسيطة بكل تفاصيلها على هذا المجتمع الافتراضي الذي خاطه بحيث يشعر القارىء بالقدرة على تخيل نفسه مكان الطرف المغاير له بالصفات والشعور بشعوره، الأمر الذي يسمح للكاتب بالانتقال الى الثلث الثالث والأخير من الرواية.

ثلث الانتفاضة على الواقع يأتي في النهاية بعد سلسة من الأحداث المشحونة وسرد وقائع لايمكن لأي شخص عقلاني التغاضي عن معناها ومزج هذه الأحداث مع مشاعر متضاربة من الحب و الصداقة والشهامة في مواجهة الأخلاق والقيم  والمبادئ . تبدأ الانتفاضة بانتفاضة الفكر فكيف لمنطق أن يتقبّل العنف من قصير ولا يتقبّله من طويل وكيف له أن يبرّر عمل معيّن لقصير ويستنكره على طويل. انتفاضة فكرية تدفع لثورة جسدية وانسانية كان عيبها الوحيد أنها غير ناضجة وولدت قبل أوانها فما استطاعت الصمود أمام العادات والتقاليد التي كسبت قوتها على مدار عصور وأجيال.

الأمر الذي دفع البطلة في نهاية القصة الى خلق مجتمع ذو قواعد مناسبة لها ولمن تحب، مجتمع خيالي يهب لهما ما اخذه منهما المجتمع الواقعي حتى لو ظلم أناس أخرون. فالتمييز صفة مجبولة مع البشر لا يمكن التغاضي عنها. إن لم يتم التمييز بالطول سيتم التمييز بالجنس وان لم يكن بالجنس سيميز بصفة أخرى. قد يكون الحل بجبل صفة الاحترام وتقبل الأخرين معها بحيث نحصل على مجتمع متوازن.

رواية تستحق القراءة………. مرتين.

حفل توقيع وإشهار رواية إبرة وكشتبان للكاتب فادي زغموت


تُقيم مكتبة عبد الحميد شومان العامة، ضمن برنامج قراءات في المكتبة، حفل توقيع وإشهار رواية “إبرة وكشتبان” للكاتب فادي زغموت، يوم الأربعاء 29 أيلول 2021، الساعة 5:00 مساءً في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي- جبل عمّان، يقدم حفل الإشهار عمر الرفاعي.

حفل إشهار رواية إبرة وكشتبان

مختصر عن الرواية:

ماذا لو تطوّر الوعي الجمعي للبشر لتقسيم النوع الاجتماعي بناءً على صفة ثانية مختلفة عن الجنس؟ ماذا لو كان أساس التقسيم هو الطول؟ لو قسم الناس حسب أطوال قامتهم ووزعت الصفات والأدوار الاجتماعية عليهم بناء على ذلك؟ كيف سيكون حال متوسطو الطول؟

يعاني طولان متوسط الطول من رفضه الاجتماعي، ويحاول جاهداً التماهي مع أحد الشكلين المقبولين اجتماعياً. يعيش قصة حب مع الخياطة، التي تروي علينا تفاصيل رحلتها مع طولان، من أول لحظة تفتح فيها الباب وتقع في حبه، إلى انتفاضتها وتشكيلها لعالم جديد يكون أكثر ترحيباً به.

غلاف رواية إبرة وكشتبان

الدعوة عامة في منتدى عبد الحميد شومان – جبل عمان – أتمنّى حضوركم..


*ملاحظة: سيتم تطبيق كافة الاشتراطات الحكومية المتعلقة بالسلامة العامة والتباعد الاجتماعي خلال الحفل.


سيتم بث الفعالية عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك. يرجى تسجيل الحضور على الفيسبوك ومشاركة ونشر الفعالية.


لحضور الحفل عبر منصة الزووم من خلال الرابط: 

https://shoman-org.zoom.us/j/84933999308
رمز الفعالية: 84933999308 

استضافتي في برنامج سوالف مهجر


سعدت بالحوار مع زياد طارق رشيد ونتاشا تاينز أمس حول كتبي في برنامج سوالف مهجر وهو بودكاست من إعداد وتقديم زياد ونتاشا يركّز على جميع القضايا الدولية ويستضيف شخصيّات مؤثرة.

تكلّمنا في الحوار عن رواياتي الأربع وعن الموضوعات التي أتطرّق إليها في أعمالي وعن الحقوق الجسدية والحريات الجنسية في العالم العربي، كما تكلّمنا عن صناعة النشر والنشر الذاتي وصعوبة النشر في العالم العربي والصعوبات التي يواجهها المؤلف مع الرقابة.

أشارك معكم المقابلة كاملة هنا، أرجو أن تنال إعجابكم:

نص قصير من رواية إبرة وكشتبان


تحت ضوء الغرفة بانت لي هيئته أكثر وضوحًا

“يا مساء الورد”، لمعت عيني تحت ضوء القمر. 

تقدّم بثباتٍ واعتدادٍ بالنفس مبتسمًا. وعلى خلاف العُرف المتداول بعدم جواز مصافحة الطِوال للِقصار، مدّ يده ناحيتي بوضوح. ومع أني تفاجأت من حركته تلك وترددت في مد يدي بالمقابل، إلا أن جرأته جذبتني. صافحته وأنا أتلفّت حولي لأتأكد من أن لا أحد من الجيران يتلصص علينا.  

“تفضّل”، أشرت له بالدخول من باب طِوال القامة الضيق الواقع على الجانب الأيمن من المنزل. عدت إلى الداخل كي استقبله في غرفة طِوال القامة من الزوّار.

أسرعت إليه وأنا أتساءل عن سر قدومه في هذا الوقت من المساء الذي يحظر فيه خروج الطِوال من منازلهم دون مرافق. 

“أهلًا وسهلًا”، رحّبت به مجددًا وسألته: شاي أو قهوة؟

اختار شايًا كما يفضل الطِوال فطلبت من مساعدتي تحضيره.  

لم يكن قد جلس بعد مما سمح لي بتأمل قامته وهندامه. وتحت ضوء الغرفة بانت لي هيئته أكثر وضوحًا. عرفت فورًا أنه يحمل بعض الغرابة؛ للوهلة الأولى يبدو طويلًا، لكنه في الحقيقة أقرب إلى توسط الطول ويحمل سمات خليطة بين ما يعرّف الطِوال وما يعرّف القِصار. جسده لا هو نحيلًا كما هي أجساد الطِوال ولا هو مربوعًا كالقِصار. رأسه حليق الشعر بلا عمامة تغطيه تمامًا كما تعوّد الطِوال حلق رؤوسهم. عيناه عسليّتان واسعتان يعلوهما في منتصف جبهته خط الحِنّة العمودي المعتاد مرسومًا بدقة وانسياب ومذهّب ليدلّ على خلفيته الاجتماعية الراقية. أما ثوبه فكان أزرقًا سماويًا تقليديًَّا راقيًا، لكني لاحظت أن انسداله تحت معطف الصوف الذي يغطيه لا يخفي تمامًا سمك عظام جسده. 

نظرت إلى قدميه فوجدت أنه لم يكن قد خلع حذائه بعد.

ترددتُ في التعليق لكني قلت لنفسي: إن لم يخجل هو من فعلته وهو الضيف في منزلي، لما أخجل أنا عن تنبيهه؟

ومع أني كنت أعرف أنها عادة قديمة لا يحبّها طِوال القامة، لأنها تسحب منهم بعض الطول، وشيئًا من اعتزازهم بأنفسهم، إلا أني كنت أؤمن أن خلع الأحذية على الباب قبل دخول المنزل هو عرف متوارث يحافظ على نقاء البيت واحترام أهله. وذلك أمرًا لم أكن أتنازل عنه.

أشرتُ إلى ناحية الباب وقُلت: خزانة الأحذية. 

“آه متاسف” 

شعرت بحرجه وهو يقترب من الخزانة ويخلع حذاءه ببطء شديد وكأني طلبت منه أن يخلع ثوبه. 

وقف أمامي منكمشاً على نفسه. خجلًا ومنتظرًا ردة فعلي. 

نظرت إليه من جهتي مشدوهة مما كنت أرى أمامي. فبعد أن سُحب الحذاء من قدميه، بدا لي أن طوله لم يعد يصل إلى الحد الأدنى المتعارف عليه لطِوال القامة.

وهو كذلك لم يكن قصيرًا كفاية ليعد واحدًا منّا.

كان متوسّط الطول، ضمن ذلك النطاق المحرّم نادر الوجود سوى لدى الملاعين من البشر.

 

زغموت بتخيّل النوع الإجتماعي مقسّم حسب طول الفرد في روايته الجديدة “إبرة وكشتبان”


أعلن الكاتب الأردني فادي زغموت اليوم عن صدور روايته الجديدة التي تحمل عنوان “إبرة وكشتبان” من خلال موقع جملون الإلكتروني لبيع الكتب. تعالج الرواية موضوع النوع الإجتماعي من خلال فكرة مبتكرة.

تدور أحداث الرواية في مجتمع خاص يكون فيه التقسيم الأساسي للبشر هو الطول، ويصبح فيه الجنس صفة ثانوية. لذلك تتكون الهوية الجندرية للأفراد وتفصّل الأدوار الاجتماعية بناء على طول الفرد. وكحال أي تقسيم اجتماعي، يعاني هذا العالم من ظلم وتهميش لفئات وامتيازات تعطى لفئة على حساب أخرى. في “إبرة وكشتبان”، تكون الفئة صاحبة الامتياز هي فئة قصار القامة. القصة الأساسية مبنية على علاقة حب تجمع بين الراوية الخيّاطة قصيرة القامة وطولان متوسط الطول المنبوذ من المجتمع.

في تقديم الرواية يقول الكاتب، “أعتبر نفسي ناشط اجتماعي نسوي، لدي شغف للدفع نحو عدالة اجتماعية أكبر ترسّخ من المساواة الجنسية وتكسر الأدوار الإجتماعية الضيّقة. وخلال السنوات الماضية لاحظت أن مفهوم النوع الاجتماعي أو الجندر بعيد عن العامة، فهنالك صعوبة في التفريق بين الجنس كنوع بيولوجي وبين الجندر كنوع اجتماعي. ومن قراءاتي للنظريّات النسوية جاءتني الفكرة لتخيّل هذا العالم الخاص الذي يتطوّر فيه الوعي البشري ليقسم البشر حسب طول قامتهم عوضاً عن جنسهم البيولوجي. الرواية تحمل اسقاطات كبيرة على الواقع. آمل أن تضيف إلى النقاش حول النوع الاجتماعي في الأوساط النسوية والعامة”. 

هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها زغموت بنشر روايته ذاتياً عن طريقة خدمة الطباعة حسب الطلب التي تتيحها جملون لعملائها، وفي هذا الصدد علّق قائلاً، “يسعدني التعاون مع موقع جملون في هذا العمل. هذه أول تجربة لي مع النشر الذاتي ومتحمّس لها جداً. جملون يعد أهم المواقع العربية لبيع الكتب وتأمينه لهذه الخدمة يعد ثورة حقيقية في عالم الكتب وخيار جديد متاح أمام الكتّاب العرب”. 

بالإضافة إلى سهولة النشر والطباعة والبيع من خلال موقعهم، أعلن زغموت عن طرح الرواية بخيارين مختلفين لتصميم الغلاف الخارجي، بعدما أطلق تصويت على صفحته على الانستغرام وجمع آراء مختلفة من القراء. قرر توفير الغلافين كخيارين مختلفين عند طلب الرواية في سبق خاص،  وذلك ما تتيحه بسهولة خدمة الطباعة حسب الطلب التي توفرها جملون. 

يمكن طلب الرواية من خلال موقع جملون

فادي زغموت مع سهى النجار في البرنامج الإذاعي على الطريق


يمكنكم الآن مشاهدة مقابلتي الإذاعية مع المذيعة الرائعة سهى النجار في برنامج على الطريق على قناة مزاج إف إم والتي أجريتها في آذار الماضي. فرحت جداً بلقاء سهى شخصيّاً واستمتعت بالحديث معها، فهي فعلاً محاورة ممتازة وبرنامجها ممتع. تطرّقنا في اللقاء إلى أسباب منع رواية ليلى والحمل في الأردن وكذلك تحدّثنا عن رواية عروس عمان وجنة على الأرض وعملي القادم قيد الكتابة. أتمنى أن تنال اعجابكم وبانتظار تعليقاتكم وأسئلتكم.

اقتباسات من رواية ليلى والحمَلَ


صدرت روايتي الثالثة “ليلى والحمل” عن دار كتب خان في مصر قبل شهرين تقريباً، وهنا أشارككم بعض الاقتباسات التي اخترتها من   الرواية. يمكنكم تحميل الكتاب الرقمي من موقع جوجل ريدز، أو طلب الرواية من جملون أونلاين أو من مكتبات كتب خان في القاهرة.

 لكني في تلك الليلة لم أكن ملكة بل كنت عروساً عادية، أو لنقل إن الملكة في داخلي كانت مقيدة بحبال الخجل وأربطة الثقافة الاجتماعية وكلبشات عدم الخبرة وقصور المعرفة الجنسية. لم يرشدني أحد إلى أهمية التوافق الجنسي في العلاقات الزوجية من قبل، ولم يخبرني أحد أن المرأة قد لا تستسيغ الجانب السلبي منها. وزوجي كان قد ورث ذكوريته بأمانة وتشبّع بدوره في العلاقة الزوجية قبل أن يخطوها، لذلك فقد كانيتوقع أن يتمّها كما يقتدي العرف وتقر العادات وتنطق التقاليد.

LailaQuote4

وأنا كنت امرأة مفترسة بدوري. لا أستسيغ لعبة المطاردة إلا عندما أكون أنا من يطارد. أي عندما أكون أنا من يكسر شوكة الرجل ويحوّله إلى حمل وديع خاضع لي.

LailaQuote1.png

وقد كان يزعجني تطوّر علاقتنا ليصبح الحكم الفاصل بيننا هو نوع كل منّا الاجتماعي، وكنت أكره ذلك الرابط العجيب الذي نما ليرسم علاقة عكسية بين حرياتي التي تعودت ممارستها بشكل طبيعي فيالسابق وبين تصوّر فراس انعكاسها على رجولته.

LailaQuote6

 كان كغيره من الرجال يرى في نفسه القائد المهيمن في أي علاقة تجمعه بالمرأة. وكان، مثلهم، يحاول استغلال الأدوات الاجتماعية التي أوجدها أسلافه لمصلحة بني جنسه لفرض سيطرته علي. لكنه لم يكن يدرك أنني، مثل غيري من النساء، لم أكن أصدق تلك الأكاذيب الاجتماعية.

LailaQuote3

حملني فراس بين ذراعيه على باب جناح العرسان الجدد في فندق الشيراتون على الدوار الخامس. أراد أن يبدأ حياتنا الزوجية بتلك الحركة المعتادة التي يقوم بها الرجال في المسلسلات والأفلام يوم الدخلة. وقتها كنت أرى البعد الرومانسي للحركة من كلام غير منطوق يقر إعلان الرجل استعداده الجسدي والنفسي لفعل أي شيء من أجل راحة عروسه. لكني بت أراها فيما بعد كأول خطوة يعلن بها الرجل عن سطوته الجسدية على زوجته ووصايته عليها، فهي تدخل حياتها الزوجية بتخليها عن أقدامها، تتعلق برقبة زوجها تاركة له دفة قيادة مستقبلها.

LailaQuote8.png

أعتقد أن كلينا لم يكن حاضرًا للعلاقة الزوجية ومتطلّباتها. فقد دخلها هو بالعقليّة ذاتها التي تربّى عليها وشهدها بالعلاقة بين أمه وأبيه، وأنا دخلتها بالعقلّية التي تربّيت عليها وشهدتها بالعلاقة بين أمي وأبي. ومع أنه كان من الطبيعي تقسيم المهام بين أيّ فردين يحملان مسؤولية معيّنة حسب رغبة كل منهما وقدراته، إلا ّ أن التقسيم المسبق لتلك الأدوار من منطلق اجتماعي متوارث على أساس جندري وتحميلي أعباء الأعمال المنزلية كافة فقط لأني أنثى كان يستفزّني.

LailaQuote5

 أعتقد أن تلك الفترة شهدت بدايات انتشار الفكر الوهابي في المنطقة العربية وتراجع وانحدار المجتمعات العربية نحو التطرّف الديني وتضخّم السطوة الذكورية. ومع أن تلك المجتمعات وتحديدًا المجتمع المصري كانت أكثر انفتاحًا وتحررًّا في عقدي الستينيات والسبعينيات، الفترة التي شهدت الثورة الجنسية في الغرب وحركة الحقوق المدنية التي كان لها أثر قويّ على الثقافة العربية وعاشتها نادية في بداياتها السينمائية، إلا ّ أن تلك المجتمعات التي كانت ما تزال وإلى اليوم تعاني من التبعية الثقافية للغرب ومتمسكة بتراثها الذكوري، كانت حاضرة لاحتضان الفكر المتطرّف الذي وصلها مطليّا بتشويه تاريخي لحالها الماضي، ومدعومًا بقرار سياسي طبخ في الغرب من أجل محاربة المد الشيوعي في المنطقة.

LailaQuote7.png

كنت أتمنى لو كانت هنالك نصوص لأفلام تعرض نماذج لنساء جبارات دون الحاجة إلى تبرير جبروهن بتعرضهن لظلم اجتماعي معيّن. فجبروت الذكور لا يحتاج إلى تبرير في الثقافة العربية. لماذا تحتاجه النساء؟لماذا احتاجت ”زنوبة“ ذلك التبرير في حين لم يحتجه سي السيّد” أحمد عبد الجواد“ في ثلاثية نجيب محفوظ؟

LailaQuote2.png

دور هيئة الإعلام الأردنية ومنع الكتب في 2018


يؤسفني قرار مديرية المتابعة في هيئة الإعلام الأردنية منع روايتي الجديدة “ليلى والحمل” من دخول السوق الأردني على مستويين، ككاتب أردني وكمواطن يؤمن بحرية التعبير وحق الفرد بالوصول إلى المعلومة دون وصاية أو رقابة حكومية.

ومع تفهّمي لدور هيئة الإعلام الأردنية وواجبها الوطني في بناء نظام إعلامي حديث يتماشى مع سياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي التي ينتهجها الأردن كما تقر الرؤية الملكية للإعلام المنشورة على موقع الهيئة الإلكتروني، إلاّ أني أجدني اليوم في موقف التشكيك، لا في .نزاهة الهيئة، بل في آلية عملها ونهجها لتطبيق هذه الرؤية

لذلك ارتأيت أن أطرح هنا بعض النقاط للنقاش العام لعلّنا نستطيع الوصول لتوافق يراعي روح العصر وينصف الأدب والأدباء ويحترم عقل المواطن الأردني.

كنت قد قمت بزيارة هيئة الإعلام الأسبوع الماضي لمناقشة أسباب منع الرواية. وللأمانة استقبلني مسؤول مديرية المتابعة بحفاوة وانفتاح واحترام (كل الاحترام والمودة لشخصه الكريم)، وهو كذلك لم يبخل عليّ بوقته ولا بصراحته بوجوب منع الرواية من وجهة نظره. كما أنه شرح لي بأن قرارات المنع تكون في الغالب مستندة على نصوص قانونية لا آراء شخصية لموظفي المديرية. وبالنسبة لرواية “ليلى والحمل” قال أنهم وجدوا فيها “وصف للعملية الجنسية وألفاظ بذيئة وأفكار بعيدة عن مجتمعنا”، لذلك فقد استوجبت المنع لأنها تخالف القانون الأردني الذي يمنع الكتب التي تحتوي على “عبارات منافية للأخلاق والآداب العامة”.

أعتقد أنه علينا أن نقف أمام هذه العبارة في القانون ومدى صلاحية تطبيقها على الأعمال الأدبية والفنية، فهي قد تصلح للحكم على مقال صحفي يخاطب العامة لكنها لا تصلح للحكم على عمل أدبي أو فنّي يحاكي الواقع ويحاول رسم شخصيّات روائية متكاملة قد تعيش حيوات لا أخلاقية وتقوم بأفعال منافية للأخلاق وتنطق بعبارات مخالفة للآداب العامة.

كذلك علينا أن نعي المدى الشاسع الذي تنضوي تحته الأخلاق والآداب العامة وتجنب الوقوع في فخ اختزالها في “المسبّات” والأمور الجنسية. فالأخلاق العامة تحتّم علينا احترام حرية الفرد بالتعبير وتوجب علينا التمسك بواجباتنا الأخلاقية بالمطالبة بعدالة اجتماعية تنصف كلا المرأة والرجل وتعيد تصويب التشويه الاجتماعي الحاصل لحال المرأة نتيجة جهل عام في كينونتها وجنسانيتها. فالثقافة الجنسية غائبة عن مدارسنا وهي كذلك محاربة في كتبنا. وفعلاً، استخدم في “ليلى والحمل” اسلوب نسوي قد يكون راديكالي بعض الشيء في الأدب بغية موازنة التطرف الذكوري المسيطر على ثقافتنا. والقصة تحتوي على بعض المشاهد الجنسية المهمة لبنائها الدرامي وهذه المشاهد كتبتها بشكل مختصر يحمل بعض الجرأة وبهدف توعوي لا اباحي. فالشخصية الرئيسية في الرواية هي امرأة تحب السيطرة في علاقاتها الجنسية وتعاني من علاقتها مع زوجها. والرواية تسلّط الضوء على حياتها الخاصة والعامة وتحاول قراءة العلاقة بينهما ولربّما تحاول تصويب الفكر العام السائد الذي يقر بأن النساء خاضعات بالجنس بالعموم ويربط بين خضوعهن بالجنس وواجب خضوعهن في الحياة العامة.

قد يكون الطرح جديد في الأدب الأردني، ولكني أجد أنه من الخطأ الحكم على الأفكار المطروحة بمنطق بعدها وقربها من مجتمعنا. فما هي وظيفة الأدب إن لم تكن طرح أفكار جديدة ونقد للفكر السائد؟ وكيف تتطور المجتمعات إن انغلقت على نفسها ومنعت من مناقشة أفكار غريبة عليها؟ أيمنع الرقيب كل فكر جديد بحجة بعده عن مجتمعنا؟ ولماذا لا نترك للمجتمع أن يقرر ما يناسبه، فيقرأ ما يريد ويترك ما يريد، دون وصاية حكومية مقتصرة على أفراد في دائرة واحدة قد يكون لديهم فكر وأخلاق خاصة بهم؟

كذلك أجدني هنا أطالب بمراجعة تطبيق هذا القانون على الأعمال الأدبية، فكيف لنا أن ننتج أعمال أدبية تحاكي الفساد الموجود في المجتمع بكافة أشكاله دون خدش للحياء العام؟ كيف لنا أن نصف حياة قاتل أو سارق أو مغتصب أو سارق أو مدمن للمخدرات أو إرهابي أو أو أو دون نقل صورة حقيقة لحيوات هؤلاء الأشخاص التي تكون في الغالب بعيدة عن الأخلاق والآداب العامة؟ أليس الأولى بنا الإقرار بأننا بتطبيق هذا القانون على الأعمال الأدبية نقتل الرواية الأردنية ونحد نموها وانتشارها؟ فكيف لنا أن ننجح في خلق صناعة وطنية ابداعية تسخر طاقات الشباب وتساهم في انتعاش الاقتصاد ونحن نحارب انتاجاتنا الابداعية بعقلية زمن غابر؟

المؤسف أن منع الروايات من دخول الأسواق الأردنية مازال يطبّق في وقت تنتشر فيه الانترنت وتصل إلى كل بيت وكل هاتف محمول دون رقيب أو حسيب. فالكل يعلم بأن الإنترنت فضاء مفتوح، والمواقع الاباحية ليست محجوبة في الأردن، كذلك فإن أي فرد منّا يمكنه الوصول إلى أي معلومة يحتاجها كانت قريبة من أفكار المجتمع أم بعيدة عنه وهو جالس في غرفة نومه. المواطن الأردني لا يحتاج إلى القيام بأي مجهود للوصول إلى المكتبة والبحث عن كتاب معيّن يحتوي على ما عبارات مخالفة للآداب العامة، فالانترنت مفتوحة لذلك. كذلك فإن الكتاب الرقمي، وكذلك الصوتي، أصبحا متوفرين اليوم، وإن كان الرقيب يملك الأدوات والسلطة على منع الكتب الورقية، فهو مازال عاجزاً عن تقييد الحريّات الموجودة على الانترنت. وإن كانت الحكومة تعي أن مجتمعنا قد وصل إلى مرحلة من النضوج ترفض الوصاية على المحتوى وحق الوصول إلى المعلومة على الانترنت، لماذا مازالت ساكتة عن تصحيح عمل دوائر مهمة تعمل بعقلية قديمة؟

للأسف فإن منع الكتب يعد منعاً شكليّاً اليوم، يضر بصناعة الكتب ويحد من الإبداع ويحبط الأدباء، لكنه لا يمنع الكتاب من الوصول إلى القاريء.

كذلك فإني استغرب اسلوب التواصل الذي تتبعه الهيئة لتبيلغ المعنيين بقرار المنع، فهم يعلنون ذلك هاتفيّاً ويرفضون تسليم قرار المنع بشكل مطبوع. وقد قمت فعليّاً بطلب بتقديم طلب لاستلام كتاب المنع رسميّاً وقوبل طلبي بالرفض من قبل الهيئة. كيف يستقيم ذلك دون توضيح اسباب المنع كتابيّاً ليتسنى للكاتب أو دار النشر تقديم اعتراض عليه؟

أتمنى أن تعيد هيئة الأعلام الأردنية مراجعة عملها ليتناسب مع روح العصر كما تقر الرؤية الملكية للإعلام، فالمنع وتقييد الحريات ووأد الابداع لا يتناسب مع الواقع الحالي لمجتمعاتنا ولا يساهم في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي نطمح لها.