جملون وأبجد.. شكراً


أحب أن أعبّر عن امتناني لكل من علاء السلال وإيمان حيلوز، شابين أردنيين رياديين كان لديهما رؤية عظيمة وقاما بتحقيق حلمهما بشق الطريق للكتاب العربي ليجد مكاناً في عالم المستقبل.


أنشأ علاء جملون، أكبر موقع الكتروني عربي لبيع الكتب، أنشأت إيمان أبجد، أول شبكة عربية لمحبي القراءة.
من المؤكد أن طريقهما لم تكن سهلة، وأن كلاهما، مدفوعان بشغف كبير، قاما بجهود جبّارة لإنجاح مشروعيهما وتطويرهما بشكل سريع للمنافسة في سوق جديد سريع التغيّر.

علاء السلال مؤسس جملون.. الصورة من موقع مجلة فينتشر


قامت جملون بإطلاق خدمة “الطباعة حسب الطلب” التي أتاحت للكتاب العرب خاصية جديدة لم تكن موجودة سابقاً للنشر الذاتي وطباعة كتبهم عند طلبها وتسويقها على موقعهم ليصل إلى أي مكان في العالم.
وعملت إيمان جاهدة على تحويل أبجد من موقع لمراجعات الكتب يشبه موقع “جود ريدز” إلي مكتبة الكترونية تضم موسوعة كبير من الكتب العربية تتاح باشتراك شهري للقاريء العربي على غرار ما تقوم به “نيتفليكس” للأفلام والمسلسلات. أذكر جيّداً بدايات إيمان وجهودها الجبّارة للتواصل مع دور النشر العربية للتعاقد مهما وتحويل كتبها إلى صيغة الكترونية تسهل قراءتها على تطبيق أبجد الرائع.

إيمان حيلوز.. مؤسسة أبجد.. الصورة من موقع ومضة


لولا هذين الشابين الأردنيين الطموحين وجهودهم الكبيرة، لم تكن لإبرة وكشتبان أن تبصر النور في هذا الشكل، ولا أن تصل إلى القاريء العربي بهذه السهولة وهذا اليسر. التجربة جديدة لي، ولم أتجرأ على الخوض بها سوى بعد أن طرقت أبواب العديد من دور النشر التقليدية، التي بالتأكيد لديها رؤيتها الخاصة وخطّها المعتمد ونظام وبيئة عمل مختلفة. كان أكبر همّي، والعائق الأهم أمامي، هو خوفي من صعوبة حصول القاريء على الكتاب، فكلا الموقعين، بإمكانهما إتاحة الكتاب لسوق واسع، لكنه لن يحصل على توزيع للتواجد في المكتبات. أمراً مهمّاً ولكنه في عصرنا الحديث ليس بأهمية اتاحة سهولة الوصول للكتاب أونلاين. كذلك فإني لم أوفق سابقاً بدار نشر تقوم بتوزيع كتبي في الدول العربية كما أطمح وأحلم. ولكني أفهم معضلة التوزيع وحالة السوق، كذلك أفهم العوائق التي تفرضها عيون الرقابة في الدول العربية على النشر والإبداع. وهذه ميّزة كبيرة يتخطّاها كل من جملون وأبجد، فالطباعة حسب الطلب لا تحتاج موافقة لتوزيع الكتاب وبالتالي فإن الكتاب لن يمر على الرقابة ولن يتعرّض للمنع، كذلك الكتاب الإلكتروني على شبكة أبجد سيكون بعيداً عن يد الرقيب وصلاحيته، وذلك أمر مريحاً لي بعد الذي تعرّض له كتابي السابق ليلى والحمل الذي منع من دخول الأردن ولم يوزّع في الدول العربية الأخرى.


لدينا العديد من التحديّات في الأردن، لكننا لدينا أيضاً العديد من قصص النجاح الكبيرة. شبابنا طموح وواعد ومثابر ومجتهد. علاء وإيمان فخر لنا ومثال صريح على قدرة شبابنا على التحليق والإنجاز.
نعم نستطيع.. شكراً لكما..

إبرة وكشتبان متاحة للقراءة على موقع أبجد
إبرة وكشتبان متوفرة للطباعة حسب الطلب من خلال موقع جملون

الكاتب فادي زغموت – الكتابة الابداعية في خدمة المجتمع


كبريت هو موقع الكتروني يوثق ويؤرشف، عن طريق الفيديو، الحركة الفنية والثقافية في الأردن، ويلقي الضوء على العاملين في المجال الثقافي من تشكيليين وموسيقيين وكتاب وشعراء وسينمائيين وممثلين في الأردن اليوم.
شكراً لجهودكم..


دور هيئة الإعلام الأردنية ومنع الكتب في 2018


يؤسفني قرار مديرية المتابعة في هيئة الإعلام الأردنية منع روايتي الجديدة “ليلى والحمل” من دخول السوق الأردني على مستويين، ككاتب أردني وكمواطن يؤمن بحرية التعبير وحق الفرد بالوصول إلى المعلومة دون وصاية أو رقابة حكومية.

ومع تفهّمي لدور هيئة الإعلام الأردنية وواجبها الوطني في بناء نظام إعلامي حديث يتماشى مع سياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي التي ينتهجها الأردن كما تقر الرؤية الملكية للإعلام المنشورة على موقع الهيئة الإلكتروني، إلاّ أني أجدني اليوم في موقف التشكيك، لا في .نزاهة الهيئة، بل في آلية عملها ونهجها لتطبيق هذه الرؤية

لذلك ارتأيت أن أطرح هنا بعض النقاط للنقاش العام لعلّنا نستطيع الوصول لتوافق يراعي روح العصر وينصف الأدب والأدباء ويحترم عقل المواطن الأردني.

كنت قد قمت بزيارة هيئة الإعلام الأسبوع الماضي لمناقشة أسباب منع الرواية. وللأمانة استقبلني مسؤول مديرية المتابعة بحفاوة وانفتاح واحترام (كل الاحترام والمودة لشخصه الكريم)، وهو كذلك لم يبخل عليّ بوقته ولا بصراحته بوجوب منع الرواية من وجهة نظره. كما أنه شرح لي بأن قرارات المنع تكون في الغالب مستندة على نصوص قانونية لا آراء شخصية لموظفي المديرية. وبالنسبة لرواية “ليلى والحمل” قال أنهم وجدوا فيها “وصف للعملية الجنسية وألفاظ بذيئة وأفكار بعيدة عن مجتمعنا”، لذلك فقد استوجبت المنع لأنها تخالف القانون الأردني الذي يمنع الكتب التي تحتوي على “عبارات منافية للأخلاق والآداب العامة”.

أعتقد أنه علينا أن نقف أمام هذه العبارة في القانون ومدى صلاحية تطبيقها على الأعمال الأدبية والفنية، فهي قد تصلح للحكم على مقال صحفي يخاطب العامة لكنها لا تصلح للحكم على عمل أدبي أو فنّي يحاكي الواقع ويحاول رسم شخصيّات روائية متكاملة قد تعيش حيوات لا أخلاقية وتقوم بأفعال منافية للأخلاق وتنطق بعبارات مخالفة للآداب العامة.

كذلك علينا أن نعي المدى الشاسع الذي تنضوي تحته الأخلاق والآداب العامة وتجنب الوقوع في فخ اختزالها في “المسبّات” والأمور الجنسية. فالأخلاق العامة تحتّم علينا احترام حرية الفرد بالتعبير وتوجب علينا التمسك بواجباتنا الأخلاقية بالمطالبة بعدالة اجتماعية تنصف كلا المرأة والرجل وتعيد تصويب التشويه الاجتماعي الحاصل لحال المرأة نتيجة جهل عام في كينونتها وجنسانيتها. فالثقافة الجنسية غائبة عن مدارسنا وهي كذلك محاربة في كتبنا. وفعلاً، استخدم في “ليلى والحمل” اسلوب نسوي قد يكون راديكالي بعض الشيء في الأدب بغية موازنة التطرف الذكوري المسيطر على ثقافتنا. والقصة تحتوي على بعض المشاهد الجنسية المهمة لبنائها الدرامي وهذه المشاهد كتبتها بشكل مختصر يحمل بعض الجرأة وبهدف توعوي لا اباحي. فالشخصية الرئيسية في الرواية هي امرأة تحب السيطرة في علاقاتها الجنسية وتعاني من علاقتها مع زوجها. والرواية تسلّط الضوء على حياتها الخاصة والعامة وتحاول قراءة العلاقة بينهما ولربّما تحاول تصويب الفكر العام السائد الذي يقر بأن النساء خاضعات بالجنس بالعموم ويربط بين خضوعهن بالجنس وواجب خضوعهن في الحياة العامة.

قد يكون الطرح جديد في الأدب الأردني، ولكني أجد أنه من الخطأ الحكم على الأفكار المطروحة بمنطق بعدها وقربها من مجتمعنا. فما هي وظيفة الأدب إن لم تكن طرح أفكار جديدة ونقد للفكر السائد؟ وكيف تتطور المجتمعات إن انغلقت على نفسها ومنعت من مناقشة أفكار غريبة عليها؟ أيمنع الرقيب كل فكر جديد بحجة بعده عن مجتمعنا؟ ولماذا لا نترك للمجتمع أن يقرر ما يناسبه، فيقرأ ما يريد ويترك ما يريد، دون وصاية حكومية مقتصرة على أفراد في دائرة واحدة قد يكون لديهم فكر وأخلاق خاصة بهم؟

كذلك أجدني هنا أطالب بمراجعة تطبيق هذا القانون على الأعمال الأدبية، فكيف لنا أن ننتج أعمال أدبية تحاكي الفساد الموجود في المجتمع بكافة أشكاله دون خدش للحياء العام؟ كيف لنا أن نصف حياة قاتل أو سارق أو مغتصب أو سارق أو مدمن للمخدرات أو إرهابي أو أو أو دون نقل صورة حقيقة لحيوات هؤلاء الأشخاص التي تكون في الغالب بعيدة عن الأخلاق والآداب العامة؟ أليس الأولى بنا الإقرار بأننا بتطبيق هذا القانون على الأعمال الأدبية نقتل الرواية الأردنية ونحد نموها وانتشارها؟ فكيف لنا أن ننجح في خلق صناعة وطنية ابداعية تسخر طاقات الشباب وتساهم في انتعاش الاقتصاد ونحن نحارب انتاجاتنا الابداعية بعقلية زمن غابر؟

المؤسف أن منع الروايات من دخول الأسواق الأردنية مازال يطبّق في وقت تنتشر فيه الانترنت وتصل إلى كل بيت وكل هاتف محمول دون رقيب أو حسيب. فالكل يعلم بأن الإنترنت فضاء مفتوح، والمواقع الاباحية ليست محجوبة في الأردن، كذلك فإن أي فرد منّا يمكنه الوصول إلى أي معلومة يحتاجها كانت قريبة من أفكار المجتمع أم بعيدة عنه وهو جالس في غرفة نومه. المواطن الأردني لا يحتاج إلى القيام بأي مجهود للوصول إلى المكتبة والبحث عن كتاب معيّن يحتوي على ما عبارات مخالفة للآداب العامة، فالانترنت مفتوحة لذلك. كذلك فإن الكتاب الرقمي، وكذلك الصوتي، أصبحا متوفرين اليوم، وإن كان الرقيب يملك الأدوات والسلطة على منع الكتب الورقية، فهو مازال عاجزاً عن تقييد الحريّات الموجودة على الانترنت. وإن كانت الحكومة تعي أن مجتمعنا قد وصل إلى مرحلة من النضوج ترفض الوصاية على المحتوى وحق الوصول إلى المعلومة على الانترنت، لماذا مازالت ساكتة عن تصحيح عمل دوائر مهمة تعمل بعقلية قديمة؟

للأسف فإن منع الكتب يعد منعاً شكليّاً اليوم، يضر بصناعة الكتب ويحد من الإبداع ويحبط الأدباء، لكنه لا يمنع الكتاب من الوصول إلى القاريء.

كذلك فإني استغرب اسلوب التواصل الذي تتبعه الهيئة لتبيلغ المعنيين بقرار المنع، فهم يعلنون ذلك هاتفيّاً ويرفضون تسليم قرار المنع بشكل مطبوع. وقد قمت فعليّاً بطلب بتقديم طلب لاستلام كتاب المنع رسميّاً وقوبل طلبي بالرفض من قبل الهيئة. كيف يستقيم ذلك دون توضيح اسباب المنع كتابيّاً ليتسنى للكاتب أو دار النشر تقديم اعتراض عليه؟

أتمنى أن تعيد هيئة الأعلام الأردنية مراجعة عملها ليتناسب مع روح العصر كما تقر الرؤية الملكية للإعلام، فالمنع وتقييد الحريات ووأد الابداع لا يتناسب مع الواقع الحالي لمجتمعاتنا ولا يساهم في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي نطمح لها.

 

قصة مؤثرة لفتاة مسحت الأرضيات كي ترسل والديها للعمرة


Hope

تشرفت أمس بحضور احتفالية العيد العاشر لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية. تخلل الحفل عرض  شريط فيديو قصير يختصر انجازات الصندوق في السنوات العشر الماضية و يعرض شهادات حية لأشخاص استفادوا من مشاريع الصندوق بشكل مباشر. عرض الفيديو لقطات جميلة لمشاريع مختلفة ولكن لقطة واحدة فاجأتني بقوة فحركت مشاعري بطريقة لم أتوقعها .

ظهرت فتاة في مقتبل العمر تنظف بلاط وجدران مركز الملك عبدالله الثاني للمؤتمرات في البحر الميت. تحدثت عن فرصة العمل التي أتاحها لها المركز بحيث استطاعت أن تدخر نقودا كافية لترسل كلا والديها الى العمرة! كم أثرت بي قصتها خاصة حين تكلمت عن القوة التي أعطتها اياها فرصة عمل يرفضها العديد من الأشخاص الأخرين المقيدين بثقافة العيب. ما زاد من وقع القصة علي – على ما أعتقد – هو حقيقة أن تعبها بتنظيف الأرضيات ارتسم فخرا على شفتيها وهي تقول للعالم أنها استطاعت ارسال والديها للعمرة. كم هو مؤثر ذلك المشهد الانساني على متلقي يشبهني, لا يحمل هذا الهم الديني, و لربما يرى أن ذلك التعب ذهب هباء.

Continue reading →