عندي صديقة قلبها معلق بي. تعشقني عشقا تعجز اللغة عن وصفه. عشقا رافقني قبل ملامسة نور الحياة مقلة عيني ومازال يغمرني يوميا في كل ساعة ودقيقة وثانية ومنذ ٣٤ سنة عشتها وإلى اليوم. لربما هو ذلك العشق الذي طهرني ومسحني بكرمه كي لا أرى ظلاما في هذه الدنيا. زرع في داخلي زهورا، زنبقا وياسمينا وقرنفلا، كلها تتفتح وتطلق عبقا جميلا ينعكس على من هم حولي، يختلط في عبقهم الخاص، ويصورهم جميلين، حلوين، معطرين تماما كما أنا معطر. لما لا؟ أليس لديهم صديقة تشبه صديقتي؟ زرعت في داخلهم مثل تلك الزهور وعطرتهم بنفس وعاء الحب؟ وهل يعقل أن لا توجد؟
هل تستوي الحياة من دون تلك الصديقة؟
وهل تحمل البسمة نفس كم المشاعر الجميلة في غيابها؟
وهل يقدر الفرح الحفاظ على معناه بعد رحيلها؟
في الصباح تسألني عن حالي، ولا يغمض لها جفن قبل أن تطمئن قلبها بأني في أحسن حالة. عندما أدخل البيت، تتمعن في وجهي، تحاول قراءة ملامح حزن أو تعاسة، وعندما تفشل، يرتاح قلبها وتنفرج سريرتها. أما أنا، فمن جهتي، فقد تعلمت التلاعب في ملامج وجهي كي لا أظهر حزنا أو تعاسة، ولكني مازلت أفشل في خداعها، فلربما هي نبرة الصوت التي أعجز عن تطبيقها بحرفية، أو ربما هو قلبها الذي يهتز مع كل تردد يرافق مشاعري فيكشفني ويؤكد لي بأنه أقدم وأقوى أنواع الرادارات الموجودة على الكرة الأرضية.
عادة أتوه في التفكير في هذه الدنيا، يقودني عقلي إلى إنكار أبعادها الروحية، ولكن وفي لحظات تتجلى فيها المحبة أمامي، أدرك بأن ما لهذه الدنيا معنى سوى الحب، وإن لم يكن هنالك أرواحا أو حياتا أخرى، فإن ملامستي لتلك المحبة تكفيني كي أعي عظمة الكون ومعنى الحياة.
وكل عام وصديقتي بخير.. أمي وأمهاتكم بخير..
رقيقة جدا .. دامت صديقتك الرائعة بخير
وصديقاتنا أيضا =)
LikeLike
من الواضح ان الصديقة يمكن ان تؤذي مشاعر صديقها او تكسر قلبه، أما الام فيستحيل ذلك!
LikeLike