رواية قبل السفر

قرأت رواية قبل السفر ل علا عليوات قبل أيام من سفري أنا وتركي عمّان وللعائلة والأصدقاء للدراسة. أحيانا يخيل لي بأن قراءاتي تتناسب مع الحالة التي أمر بها، وكأن هنالك قوة خفية ترسل لي كتب تتقاطع في محتواها مع المرحلة الزمنية البسيطة التي يحتاجها قراءة ذلك الكتاب.

قبل السفر رواية اخرى من مدونة أردنية شابة تحمل تجربتها تشابها مع تجربتي، فانفتاح الانترنت في الأردن وانتشار المدونات وسهولة النشر لربما جعل من كتابة الرواية أسهل مما قبل ولربما أسس لبزوغ جيل جديد من الكتاب تؤرخ لهذه المرحلة من تاريخ البلد كما تعيد توثيق قصص عديدة لم تسنح للاجيال السابقة توثيقها. من المحزن أنني اكتب ذلك اليوم في وقت أعلن فيه حالة الحداد على موت الحريات على الانترنت مع توقع اقرار قانون المطبوعات والنشر السيء ليشمل المواقع الالكترونية اليوم، مما سيؤدي الى وأد هذه البراعم الابداعية التي بدأت تثمر.

قبل السفر رواية خفيفة تحمل ومضات من قصص قصيرة جمعتها علا من أفراد من حولها، تلك الومضات تضيء على قصص ونوادر تمتد من بداية القرن الماضي والى حاضر عمان اليوم. تلك القصص التي يعرف شبها لها كل فرد منا عاش في هذا الوطن، فجد أمال بطلة الرواية لا يختلف عن جد اي فرد منا وكذلك جدتها وأمها ووالدها واخوها واختها وجارتهم. كم تتشابه قصصنا ويتشابه مصيرنا وحيواتنا!

هنالك نقاط تقاطع شعرت بها بين رواية عروس عمّان ورواية قبل السفر. نقاط عالجتها علا بطريقة مختلفة وتمثلت لربما في شخصية أمال التي قد تصلح لشخصية سادسة من رواية عروس عمّان في تفاعلها مع محيطها وتأقلمها مع القيود والتوقعات الاجتماعية من حولها. أمال اختارت السفر، هربا من واقع صعب، واملا في راحة نفسية أكبر. أمال عروس اخرى من عمّان

يعطيكي العافية يا علا على هذا العمل. اتمنى لك كل التوفيق. وشكرا على كم الحنين في الكتاب الذي جاء في وقت مناسب تماما مع ما امر به شخصيا..

غلاف الرواية جميل جدا.. يشعرني بشيء من الغيرة.. يعطيكي العافية وداد ارشيد, مصممة الغلاف، على هذا العمل الجميل.