منذ زمن لم ينل خبر خارج من الأردن الانتشار والاهتمام الذي ناله خبر اشهار النائب الاردني محمد الشوابكة مسدسه في وجه نائب سابق على الهواء مباشرة في برنامج تلفزيوني. تسابقت قنوات الاعلام الاجنبية حول العالم في نقل الفيديو المصور لهذه الكارثة التي تعد فريدة جدا ولربما احدى العجائب والغرائب العالمية التي ستتناقلها البرامج المعدة للحوادث الغريبة الى امد طويل. الاستياء العام حل في الشارع الاردني وانتفض الاردنيون على المواقع الالكترونية الاخبارية العالمية يحاولون التبرؤ من فعل النائب وشرح للعالم ان فعله لا يمثلنا ولايمثل ثقافتنا وشعبنا.
تلك ردة فعل طبيعية وطنية مطلوبة فعلا، ولكن وبعيدا عن خطابنا الى الاخر ودفاعنا عن أنفسنا، اليس من واجبنا مصارحة أنفسنا ومواجهة الواقع المؤلم؟ فالحدث، وان كان فريدا من جهة حيثية ظهوره على شاشة تلفاز ومنصب أبطال الحدث السياسي، الا انه لم يأتي من فراغ، ولا يعد فريدا ان اجرينا مسحا وطنيا خلال العقود الماضية. فنحن تعودنا أخبار اشهار الاسلحة في وجه الاخر ان كانت ممثلة في العنف الجامعي ام في جرائم الشرف ام في الاشتباكات العشائرية.
النائب الاردني لم يأتي من فراغ، فهو ممثل لفئة معينة من الشعب شئنا أم أبينا. والسلاح ليس هو مربط الفرس هنا، فالموضوع أكبر من ذلك وهو امتداد لثقافة ذكورية تؤثر في العديد من الامور الاجتماعية الاخرى وترسخ للعديد من المشاكل الاجتماعية ان كانت المرأة اول ضحاياه فالرجل لايقل تأثرا بها. تلك الثقافة التي اعادت ترتيب القيم الاجتماعية لتربط كرامة وشرف الرجل بهويته الجندرية وبمرتبة أعلى من حياته وحياة من حوله. تلك الثقافة التي أفهم الحاجة الى تنميتها في وقت الحرب والصراع العربي الاسرائيلي لخلق جيل من الرجال لا يهاب الموت، الا انها اضحت خطرا داخليا وأساسا للعديد من المشاكل الاخرى. فالنائب محمد الشوابكة خلع حذائه ورماه في وجه خصمه ومن ثم أشهر سلاحه لخوفه من أن يُنعت بالجبن كما صرح لاحقا! ربما أيضا خوفا من قلم عبدالهادي راجي المجالي الذي شكك برجولة النائب النمري عندما تعرض للهجوم من النائب يحي السعود قبل أسبوعين من الزمن. تلك العقلية، عقلية الحواري المنتشرة بين شبابنا المراهق، انتقلت لتشكل خطاب “الرجال” من نواب وكتاب اردنيون! من الملفت أيضا أن النائب السابق الذي شُهر في وجهه السلاح، وان كان احنى رأسه بداية كردة فعل، الا أنه تمالك نفسه وتقدم بثبات نحو السلاح الموجه الى صدره! لربما اعتقادا منه ايضا ان الموت خيارا افضل من النعت بالجبن! تصرف نال الاستغراب من العديد من المعلقين الاجانب.
للأسف، الحياة في وطننا رخيصة، وقيمنا الاجتماعية تحمل تراتبية غريبة! من الغباء التغاضي عن هذا الحدث وانكار الاساس الثقافي الذي ساهم في حدوثه. المطلوب العمل على حل جذري وسريع يعالج ذلك الخلل الاجتماعي ويجنبنا من مصائب اخرى بدأ دخانها بالظهور.
أنا أؤيدك في كلامك، و لدي سؤالين “لوجستيين” … كيف سمح التلفزيون الأردني لشخص بالدخول و هو يحمل مسدساً؟ أين الأمان في الموضوع؟ و الثاني: هل ستتم محاكمة هذا الرجل بأي شيء أما أن الواسطة و المحسوبية ستأخذ مجراها؟ و لماذا نحن مستغربون أصلاً؟ دولة رئيس الوزراء السابق الخصاونة كاد أن يقول للمجلس “أنتم مزورون” لأنهم فعلاً جاؤوا بانتخابات مبنية على قانون تافه، و جاؤوا ليعدلوه و كل الذي فعلوه هو إعطاؤه عملية تجميل فاشلة. أنا لم و لن أصوت في أي انتخابات برلمانية حتى تصبح مبنية على قانون عادل، و نتخلص من ثقافة التصويت لرجال العائلة و كل هذا الكلام
LikeLike
Yeah, as you mentioned Fadi, it is not something new. The shoe throwing (classic from the time a journalist threw a shoe at G.W. Bush). And I remember one time, a Jordanian representative, bit off the earlobe of another in a fight. It is indeed a freak show!
Jordan never ceases to amaze.
LikeLike
اؤيد كلامك ما فعله النائب ليس بالشيء الغريب على مجتمعنا ولم يأت من فراغ.ـ
LikeLike