يوم السبت الماضي، طلب أخي هويتي الشخصية لانجاز بعض المعاملات اللازمة لحفل زفافه. احتاج هويتي لأنني انشالله ساكون الاشبين في ذلك الحفل. قبل أن أعطيه الهوية، و لمعرفتي السابقة بطيشه و عدم تركيزه، فقد نبهته بشده أن بنتبه للهوية و لا يضيعها. كأنني كنت أتكلم مع الهواء، بعد أربعة ساعات رن هاتفي و اذا بأخي يخبرني باضاعته لمحفظته كلها بما فيها هويتي! كان يضحك و يحملني المسؤولية على أساس أنني جذبت الحدث بخوفي على الهوية و تفكيري باحتمال ضياعها!
المهم، كان علي التوجه للمخفر في اليوم التالي للابلاغ عن فقدان الهوية. كان يوم أحد، يوم أول طويل لأسبوع أطول، و بعد دوام عمل كامل و حصة تمثيل انتهت الساعة التاسعة مساءا، اتجهت الى مخفر الشميساني و انا أشعر بكم هائل من الارهاق. عند دخولي المخفر الذي كان يعج بالفوضى و اتجاهي نحو الضابط المسؤول الذي تجاهل تماما وجودي الى ان رفعت صوتي و اعدت طلبي فهز رأسه و أشار للضابط الاخر الواقف جانبه الذي بدوره اجابني مسرعا بان الطابعة لا تعمل. سألته ان كان يعرف متى سيصلحون الطابعة، فما كان منه الى ان قال بانه لا يعرف متى ستصلح و طلب مني ان اذهب الى مخفر تلاع العلي!
خرجت من المخفر و أنا مستغرب من تحول التكنولوجيا المفروضة لتسهيل انجاز الاعمال و تسريعها الى عقبة ووسيلة لتعقيد الامور على المواطن. تذكرت يوم ذهبت الى وزارة الصناعة و التجارة قبل عدة أعوام لتسجيل العلامة التجارية لليكي ليشس و كيف انهم اعادوني مرتين الى المنزل كي اعيد تصحيح النموذج الالكتروني و طباعته! و الى اليوم و انا محتار من العبقرية في ادخال التكنولوجيا على اشخاص لا يريدون ان يعملوا. أليس من السهولة طباعة مجموعة من النماذج لتكون حاضرة عند مراجعة المواطن؟
اليوم التالي اتجهت الى مخفر تلاع العلي، بعد يوم طويل ايضا، كانت الساعة حوالي الثامنة و النصف مساءا. سألت عن الضابط المسؤول عن البلاغات و اتجهت نحو غرفته التي كانت مغلقة. عدت الى ضابط اخر و سألت عن الضابط المختفي فقال انه لا يعلم عن مكانه و انه علي الانتظار. انتظرت ربع ساعة و لم ياتي فاتجهت الى مساعد مدير المخفر الذي يبدو انه لم يكن بمزاج جيد. أخبرته انني اريد ان ابلغ عن فقدان هويتي، فقال ان على ان اذهب الى الداخل عند ضابط الكمبيوتر، فاخبرته انني فعلت و انتظرت ربع ساعة و لم يأتي، فما كان منه الا ان نظر الي و قال بطريقة هجومية انني أصلا اتيت بوقت خاطيء و ان علي ان اعود بوقت الدوام الرسمي للمخفر الا و هو من الساعة الثامنة صباحا الى الثالثة و النصف!
خرجت من المخفر و انا اتساءل، ان كان هنالك دوام محدد للمخفر للقيام بهذه الاعمال، لماذا طلبوا مني الانتظار؟!؟!!! والى متى كنت سانتظر حتى يتكرم علي اي شخص منهم و يخبرني ان اتي في اليوم التالي؟!! و لماذا لا يكون هنالك من يغطي عن ذلك الضابط عندما لا يكون موجودا؟!
عدت اليوم صباحا، وصلت الساعة التاسعة الا عشر دقائق كي اضمن وجود الضابط ان تأخر عن دوامه. لكن مكتبه كان مغلقا ايضا، فهو لم يكن قد وصل بعد، و عند سؤالي عنه طلب مني الانتظار! و انا لم اكن استطع الانتظار خصوصا لوقت غير محدد لا أعرف متى سيشرف الضابط. فتركت المكتب و ذهبت الى عملي!
عند الظهيرة اتجهت الى فندق كمبنسكي لانجاز بعض الاعمال و بطريق العودة الى المكتب قررت ان اجرب حظي بمخفر الشميساني مرة اخرى. دخلت المخفر و ابتسمت عندما وجدت الطابعة تعمل. كتب الضابط اسمي على النموذج و طلبال توقيعي و من ثم توقيع مساعد رئيس المخفر و من ثم طلب مني ان اصعد الى غرفة الديوان في الطابق الثاني كي يختموها لي. عند صعودي كانت غرفة الديوان مغلقة و لذلك فقد تسلل الخوف الى قلبي من احتمال توقف معاملتي هنا و حاجتي للقدوم في وقت اخر! عدت الى نفس الضابط و اخبرته فطلب مني ان اطلب من نائب رئيس المخفر ان يوقع عليها لكنه رفض و قال ان الضابط المسؤؤل موجود عن رئيس المخفر. انتظرت خارج مكتب رئيس المخفر الذي انتبه الى وجودي و سألني عن سبب انتظاري بلطف. اخبرته انني انتظر موظف الديوان فما كان منه ان ناد الموظف من الشباك و الذي تبين انها ضابطة؟
صعدنا انا و الضابطة الدرج و هي تقول لي ان الرئيس قد “يفيشها”. لم أفهم ماذا تعني “يفيشها” و سألتها، فابتسمت و لم تشرح! مسكت النموذج و اضافت الختم و انتهيت من اول معاملة للحصول على هوية جديدة.
أنا عادة يؤخذ على دفاعي عن السياسات الحكومية، لكنني شعرت بشيء من الحزن من طريقة المعاملة و الاهمال الذي شعرت به. لماذا على المواطن ان يزور مركز الشرطة اربعة مرات من اجل انجاز معاملة بسيطة؟ يخيفني هذا الاهمال اليوم في وقت شديد الحساسية للبلد. مخافر الشرطة يجب ان تكون اكثر حرصا في التعامل مع المواطن من اي وقت مضى. فعلا مدير مركز الشميساني كان محترم جدا و أنا احييه على ذلك و اشكره، و لكن يجب ان يكون انضباط اكبر و طريقة تعامل أفضل من باقي موظفي المخفر.
هنالك شيء اخر احزنني، و هو مشهد المحتجزين في القفص الصغير في المشهد. تبدو على وجوههم مشاعر الاهانة و الخزي و لا يوجد مقعد داخل ذلك القفص للجلوس. أتمنى لو يضيفوا مقاعد لهؤلاء المحتجزين لأن احتجازهم قد يمتد لساعات احيانا و تعب الوقوف لا نص له في العقوبة!
أنا بصراحه ضاعت هويتي وما صار معي هيك وخلصولي اياها بنص ساعه يمكن حظي بس موضوع المحتجزين انا معك لازم يكون في انسانيه شوي
LikeLike
هادا انت لسه ما رحت على دائرة الأحوال المدنية. جود لاك يا فادي لأنه تضييع الهوية في الأردن مأساوي 🙂
looking forward to hearing your input on that “ta3ahod” 😉
LikeLike
allah yesam7ek ya Ruba 3ala hal khabareyye! 😀
LikeLike
إييييييييييييييييييييييه
شكلك ما تعرف “حدا” !
😀
LikeLike
That happened to me once when I had my bag stolen…but being a young “pretty” woman helped :p
LikeLike
hehehe the thing that amuses me the most when i have ( god forbid ) to visit a governmental facility … is the fact that they all ( from the director to the janitor ) have this narcissistic look and attitude …. but hay … least u got your ID renewed in almost a week …. consider yourself lucky 😛
LikeLike
I still didnt get it renewed! This was the first step only to file a report :S
LikeLike
!!هادا الحكي بكل المعاملات الحكومية
شووف موظفين الجامعة الأردنية !!
بس أهم إشي تعجب الضابطة
LikeLike
هههههههه
اقسم بالله الان يحصل لي نفس الشي في مركز صويلح وانا اليوم راجع لهم لليوم الثالث على التوالي
اول يوم وصلت المركز الساعه 12 وحكولي بعدها ارجع الساعة 7 المساء
ورجعت لهم 7
ووصلت والموظف غير متواجد حكو لي خلاص بكرا تعال بكير ووصلت الساعه 10 حكو لي كمان مش موجود ارجع العصر.
انا ما رجعت.
وهسى انا بالطريق الى المركز وبدي اشوف شو بحكو..
طبعا وانا ببحث شفت قصتك ضحكت
وخفت بنفس اللحظه انه هيك يصير
وقلت في نفسي ليكون هيك هو النظام
LikeLike