عندما كنت طفلا، كنت أحب اللعب بقطع الليجو و كانت غرفة الجلوس ساحة ابداعاتي. أما اليوم، وبعد أن كبرت، اصبحت كلمات اللغة العربية أحب الالعاب الى قلبي و اصبحت صفحات التدوين والفيسبوك و التويتر غرف جلوسي و ساحات ابداعاتي. عندما كنت طفلا، كنت أشكل أفكاري في تركيب تلك القطع المختلفة الالوان و الاشكال لأبني عالم يحمل صفحات من خيالي و اليوم ارى أفكاري تتشكل و تتركب في جمل تحمل خبرات سنوات عمري الثلاث و الثلاثون و مخزون المعلومات و الخيالات التي راكمتها خلايا عقلي.
كنت أحمل مجسم الليجو بشكله بسيط المعالم بفخر لأرى نظرات الاعجاب و التشجيع في أعين أبي أو أمي فأحبه بقدر شدة تلك النظرات. قوتها كانت تحدد عمر المجسم و قربه من سريري عندما يحين موعد النوم و اغفى قرير العين، كما أنها كانت تحدد شدة حماسي و قوة عملي لأشكل مجسمات أخرى تحصل بدورها على نظرات الاعجاب تلك. و اليوم أطبع مجسماتي على مدونتي فانتظر قراءة أمي و ردة فعلها، وأحيانا اسمعها تقرأ منها لأبي باعجاب و فخر. في أحيان أخرى يكبر المجسم و تتراكم الكلمات بجانب بعضها البعض لتشكل ملامح حياة لشخصيات تملأ صفحات عديدة أطبعا و أسميها رواية, احملها لأبي و انتظر تلك النظرة التي رافقتني منذ طفولتي و مدتني بحب العمل و الابتكار.
كنت انتظر الزوار من العائلة و اصحاب اهلي كي اعرض عليهم ذلك المجسم، و احيانا انتظر أن يأتي العرض على لسان أبي او أمي:
“شوفتو شو عمل فادي؟”
أسرع بفرح لأعرض المجسم..
و اليوم اعرض بنفسي مجسمات أفكاري على مدونتي و أنشرها على صفحتي على الفيسبوك لاصدقائي، كما أنني لا اكتفي بالعائلة و الاصدقاء فأمعن بنشرها على تويتر لعلها تصل لاكبر عدد ممكن من الناس. و بعد لحظات قليلة ابدأ بقراءة ردات الفعل و افرح بتعليقات الثناء و حتى بتعليقات النقد التي تساعدني على اعادة تشكيل حياتي و بناء مجسمات و لوحات اخرى في المرات القادمة
الجميل في أحرف اللغة انها لا تنتهي، فهنالك نسخ لا نهائية منها استعملها كل يوم. مجسمات اللغة تحفظ على صفحات لا تنتهي عكس مجسمات الليجو التي كان علي أن افككها و اعيد تشكيلها عندما تنفذ القطع.
منذ شهر، و هنالك مجسم جميل لا يفارق الكومودينة بجانب سريري. مجسم يمدني بالسرور و الفرح لما نال من اعجاب و تشجيع. طبعت منه نسخ عديدة تجد نفسها كل ليلة بجانب سرير انسان اخر. يحمل اسم عروس عمان و ينتظر بفارغ الصبر اصطفاف كلمات اخرى لتشكل رواية اخرى ترافقه المكان و نظرات الحب و الاعجاب.