تشرفت أمس بحضور احتفالية العيد العاشر لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية. تخلل الحفل عرض شريط فيديو قصير يختصر انجازات الصندوق في السنوات العشر الماضية و يعرض شهادات حية لأشخاص استفادوا من مشاريع الصندوق بشكل مباشر. عرض الفيديو لقطات جميلة لمشاريع مختلفة ولكن لقطة واحدة فاجأتني بقوة فحركت مشاعري بطريقة لم أتوقعها .
ظهرت فتاة في مقتبل العمر تنظف بلاط وجدران مركز الملك عبدالله الثاني للمؤتمرات في البحر الميت. تحدثت عن فرصة العمل التي أتاحها لها المركز بحيث استطاعت أن تدخر نقودا كافية لترسل كلا والديها الى العمرة! كم أثرت بي قصتها خاصة حين تكلمت عن القوة التي أعطتها اياها فرصة عمل يرفضها العديد من الأشخاص الأخرين المقيدين بثقافة العيب. ما زاد من وقع القصة علي – على ما أعتقد – هو حقيقة أن تعبها بتنظيف الأرضيات ارتسم فخرا على شفتيها وهي تقول للعالم أنها استطاعت ارسال والديها للعمرة. كم هو مؤثر ذلك المشهد الانساني على متلقي يشبهني, لا يحمل هذا الهم الديني, و لربما يرى أن ذلك التعب ذهب هباء.
لكن لكل منا حاجاته المختلفة و لكل منا آماله وأحلامه وتطلعاته. عمرة والديها قد تعني لها قمة الفخر والسعادة. وطالما هنالك بسمة على شفتيها, وفخرا بإنجازها, فان ذلك حتما سيكون دافعا لها لتحقيق المزيد في المستقبل. هذا هو مثال حي لتمكين المرأة الذي تتكلم عنه الجمعيات النسوية المختلفة. هي أقرت أنها, و بمساعدة الصندوق, تعمل اليوم على إكمال تعليمها.
فعلا قصتها تحمل أملا كبيرا وإيمانا بقدرات الإنسان, فلا حدود للطموح…
بعد عرض الشريط جاءت فقرة عرض وتوزيع الجوائز على الطلاب الفائزين بمسابقة تحدي التطبيقات. هي مسابقة لتطوير التطبيقات الحاسوبية (أعتقد على أجهزة الايفون) موجهة لطلاب المدارس. هذه السنة كان الإطار العام هو الأردن والسياحة. لذلك فقد عمل الطلاب على تطوير تطبيقات تساعد السائح على التعرف على الملابس والمأكولات الأردنية التقليدية, معانيها وأماكن بيعها. خرجت المجموعات الطلابية حاملة كثير من الفخر والطموح إلى المسرح لتعرض إنجازها والقدرات المختلفة التي نمتها بالعمل في هكذا مشاريع. فعلا, شيء يشعرك بالفخر. هذه المواهب الشابة تتسلح بقدرات هائلة في مقتبل العمر. وذلك يجعلنا نرسم صورة جميلة لمستقبل هذا البلد الذي اختار التركيز على الاقتصاد الإبداعي كي ينهض بقدراته البشرية
كم هو مثير للحماس الايمان بمستقبل مشرق؟ الفرصة اليوم متاحة للجميع للابداع على مختلف الأصعدة؟ الدولة الأردنية تبدو جاهزة لدعم جميع المواهب الموجودة. إن لم تلتفت إلى قدراتك الخاصة اليوم وتحدد مجال موهبة معينة تحملها قد يفوتك القطار, وقد تجد نفسك يوما متفرجا على نجاحات متلاحقة لأشخاص آخرين عرفوا استغلال الفرص و تعلموا العمل على ما يحبون. إنطلقوا وأبدعوا.
قصة رائعة و الاجمل انها واقعية في بلدنا , اعشق معرفة وجود اشخاص (نساء) مثل هذه الفتاة
الله يحميها و يكون معها لتحقق امانيها و طموحاتها
LikeLike
شفتي الفيديو دانيا؟ فعلا انها فتاة مكافحة.. كلها حيوية و أمل.. الله يوفقها!
LikeLike
That’s amazing wow, those people who do not care about “ثقافه العيب” are the one of the few I mostly RESPECT in this society!! because they know it is a job at the end of the day, no matter what it is! hands down for an amazing girl, her job and the dream she gave to her parents,,,
and about school kids building iPhone Apps, we have some truly hidden talents that just needs to explode into the world when they are given the proper chance to do so!
LikeLike