.لم اكن اشعر بالخوف و انا انظر الى الجموع الملتفة حولي. كأنني كنت مخدرة, شاردة عن الوعي. كأنني تركت ذلك الجسد لمصيره و جلست اراقب نظرات الغضب و الكراهية و الرهبة و السرور على وجوه الرجال و النساء و ايضا الشيوخ و الاطفال. كل يحمل حجر, احجار مختلفة, بعدة احجام و اشكال, زوايا حادة من جهات مختلفة تنتظر بلهفة لتمزيق جسدي الغض. تداخلت الاصوات و الصراخات ببعضها فلم اعد اميز معانيها, لكنني قرأتها على وجوههم: الموت للزانية
ضممت يدي الى صدري و تركت ركبتي تسقط الى الارض, اغلفت جفوني بصمت, و انتظرت. مرت ثواني خلتها ساعات, صمتت الجموع فجاة و اتجهت الانظار نحو رجل ملتحي تبدو عليه ملامح الانزعاج:” من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر!” صرخ الرجل بوجه الجموع, “من منكم بلا خطيئة فليرجمها الان”. مرت لحظة صمت, تلتها تساقط للحجارة, ليس باتجاهي, بل الى الارض. سقطت الحجارة و هي تحمل مشاعر الخزي و العار. سقطت الحجارة اليوم, و لكن بعد ايام سقط الرجل و سقطت كلماته و سقطت انا
كنت امشي بين العصور, اتلفت حولي, ابحث عن ذلك الرجل, كنت ابحث عنه او عن شبيه له, او عن شخص واحد يمتلك بعض من مقومات قوته و رجولته. لم اعد اجد رجالا, كنت اجد ذكورا. فالرجال تشوهت و ماتت, بقيت منها ذكورا تتسلط على جسدي و عقلي و روحي. هربت من الرجم يومها, و لكنني حرقت في مكان اخر و زمان اخر. هربت من الرجم يومها و لكنني اعدمت بالرصاص, شنقت, و قطع جسدي بعدها
عدت الى حفرتي, نظرت حولي مجددا, هذه المرة اخترقت نظراتي الجموع و امتدت الى البعيد. نظرت حولي هذه المرة فلم ارى حفرتي فقط بل رأيت مئات الحفر, بل الوف و ملايين. حفر كلها متشابها, تمتلىء بنساء تشبهني, كلها جالسة بصمت, شاردة في المجهول و تاركة جسدها لجلاده
سقطت دموعي هذه المرة, و سقطت دموع النساء في الحفر الاخرى, ارتطم كل دمع بجسد حاملته الساكن كأنه يحاول غسيله. لم تكن الدموع تيقن انه مهما حاولت اغتسال جسد المرأة فلن يتغير شيء, كان بالاجدى منها ان تتساقط على العقول فلربما ايقذت رجلا يعيد للرجولة مجدها و للانوثة حياتها
مع حبي,
هيا المجدلية
its so moving…theose tears are worth not even trillion they are worth the whole humanity
LikeLike
the words are so deep
loved it alot
LikeLike
very touching, i love it
LikeLike