لا ادري ماذا حصل للابذرفر, او المراقب كما ترجمها شخص في مدونة محمد عمر, هنالك شيء غير طبيعي, لم يعد يكتب كما كان من قبل. اشعر بالشفقة تجاهه, فهو يحاول جاهدة بايجاد فكرة جيدة لطرحها للنقاش في المدونة, لكنه لا يجد, عقله مشغول في عدة اشياء. مشغول لدرجة انه لم يكتب هنا منذ اسبوع, و لدرجة انه كاد ان ينساني تماما! فهو يتجاهلني منذ اشهر. لا اذكر اخر مرة انتبه الى وجودي, و لا اخر مرة استطعت التمرد عليه و فرض نفسي بقوه لطرح قضيتي. ربما هو يعتقد انه سمح لي بطرح قضاياي من عدة جوانب, و لم يعد هنالك مجال للحديث سوى التكرار. انا يجب ان اعترف بنفسي ايضا, لم يخطر في بالي اي شيء يستحق النشر فأثرت الصمت لاسابيع. اقول الصمت و ليس الموت, لانني للحظات شعرت انه ما قد يحصل لي. ارعبت و انتفضت! استغليت صباح الجمعة, فانا اعرف ان عقل الابذرفر يكون صافيا بعد اسبوع من التعب. عرفت انها فرصة جيدة للانتفاض و الخروج من سباتي العميق. فرصة جيدة للحياة من جديد و لو كانت في عدة اسطر فقط
قضيتي اليوم ليست قضية امرأة في مجتمع ذكوري, انها قضية امرأة وهمية في عقل رجل مشغول. قبل قليل كان يقرأ في كتاب ذا كايت راننير. رايت نظرة اعجاب على عينيه عندما قرأ سطرا على لسان الشخصية الرئيسية في القصة امير. كان امير يقول انه يشعر بالتميز لانه ربح يانصيب الجندر في مجتمع ذكوري يعطي الرجل مساحة كبيرة من الحرية ينكرها على المرأة. طبعا انا استغليت الوضع و لعبت لعبة الذنب مع الابذرفر. فانا ايضا امرأة, حتى لو كنت وهمية, فيحق لي المطالبة في المساواة! فهل يعقل ان يسمح لنفسه بطرح افكاره لعدة اسابيع هنا ثم ينكر علي حقي في ذلك؟ اين العدل؟ اين المساواة التي يدعي انه يطالب بها؟ انا ايضا اريد طرح افكاري, حتى لو لم يكن لدي قضية جدية لطرحها, فهو ايضا احيانا يكتب اشياء تافهة, يعني مثلا الكنافة الملونة! ها! هل يعتقد نفسه مبتكرا بطرح هكذا افكار؟! انا استطيع ايضا الابتكار, حتى لو كان في قصة شعري او لون المناكير على اصابع يدي, او ربما تحدثت قليلا عن جمالي, هو لم يتطرق لذلك من قبل! اعمى! قصير البصيرة
في الحقيقة فانا احيانا احزن عليه, فهو اشغل نفسه في قضايا عديدة, فلم يعد لديه وقت كافي للتفكير للصافي, لا ادري لماذا! اهو هروب من شغله اليومي الروتيني القاتل بحيث انه يبحث عن اية نخرج للهروب؟ ام اته رغبة بعمل شيء يستحق التقدير؟ ام جريا وراء المال؟ ام ماذا؟ انا اعرف انه كان اهدأ قبل سنتين. لم يكن ضيق النفس كما هو الان, و لم يكن يفقد اعصابه بهذه الوتيرة. لم يكن شغله شيئا, الان شغله كل شيء! يريد العمل على هذا الشروع و هذا و هذا و هذاّ! فهل ينجح؟ ربما! او ربما علي بتذكيره بما يؤمن هو به دوما, ان الامور ستحصل كمل يجب ان تحصل, وانه في النهاية ما يهم هو الاستمتاع الاني باللحظة, فالحياة قد تكون جميلة اذا عرفنا قيادتها
مع حبي,
هيا